* القدس المحتلة - بلال أبو دقة:
يبدو أن الجدر الإسمنتية التي تقيمها دولة الاحتلال الإسرائيلي حول مدينة القدس وفي ضواحيها، لن تدفع الفلسطينيين إلى الرحيل، فقد دللت نتائج أبحاث إسرائيلية أن النسبة الأكبر من الفلسطينيين الذين كانوا قد تركوا المدينة المقدسة منذ انطلاق انتفاضة الأقصى في أيلول - سبتمبر عام 2000 بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية القاسية، عادوا إليها السنة الماضية بعد الشروع في بناء جدار الفصل العنصري، وخطر منعهم من العودة إلى المدينة المقدّسة والسكن في بيوتهم..
هذا وبرغم تأكيد اللجنة الشعبية الفلسطينية المركزية لمقاومة الجدار العنصري في مدينة القدس المحتلة، أن أعمال بناء مقاطع إسمنتية في الشارع الرئيسي مدينتي رام الله - القدس بين حاجزي قلنديا وضاحية البريد شمال القدس، يمثل نكبة وكارثة حقيقية على كافة قطاعات المواطنين المقدسيين، خاصة سكان شمال القدس، الذي يقدر عددهم بأكثر من مائة ألف مواطن، 70 ألفاً منهم يحملون الهوية المقدسية، إلا أنه في المقابل تبدو النظرة غير سوداوية، فقد كشفت آخر التقارير الإسرائيلية عن تواصل ظاهرة هجرة الإسرائيليين من مدينة القدس المحتلة، في الوقت الذي تسعى فيه تنظيمات يمينية يهودية متطرّفة، ومؤسسات حكومية إسرائيلية إلى تنفيذ مشاريع استيطانية لضمان أكثرية يهودية في المدينة المقدّسة..
وأوضحت آخر نتائج للأبحاث الإسرائيلية أن معدل ميزان الهجرة من وإلى مدينة القدس خلال السنة الماضية وصل إلى خمسة آلاف يهودي، إذ هجر المدينة 13200 إسرائيلي، فيما سكن فيها ضمن المشاريع الاستيطانية 8200 يهودي..
هذا ويؤكد الباحثون الإسرائيليون أن التكاثر الطبيعي في المدينة المقدسة يدلّ على ارتفاعٍ كبيرٍ لصالح الفلسطينيين، إذ سيتضاعف خلال 20 عاماً فيما يقابله تراجع كبير بالنسبة للإسرائيليين..
مما زاد القلق لدى اليمين اليهودي المتطرّف الذي عاد ليتحدّث عن ضرورة تنفيذ (الترانسفير) بحقّ الفلسطينيين من جهة، وتكثيف الاستيطان الصهيوني في القدس من جهة أخرى..
وما يثير قلق الإسرائيليين أكثر صدور تقارير فلسطينية تتحدث عن تواصل ارتفاع عدد الفلسطينيين في مختلف المناطق وخاصة في مدينة القدس المحتلة، حيث إن عدد الفلسطينيين الإجمالي في فلسطين التاريخية بلغ 4.7 ملايين في حين بلغ عدد الإسرائيليين 5.1 ملايين، وفي منتصف عام 2005، سيرتفع عدد الفلسطينيين إلى 5.1 ملايين، فيما لا يتعدّى عدد الإسرائيليين 5.3 ملايين، الأمر الذي يعني شبه مساواة الفلسطينيين بالإسرائيليين لأن نسبة تكاثر الفلسطينيين أضعاف الإسرائيليين رغم الهجرة، ويقدّر أن يرتفع عدد الفلسطينيين في العام 2010 إلى 6.2 ملايين مقابل 5.7 ملايين إسرائيلي.
وأشار الباحثون الإسرائيليون إلى أنه بحلول منتصف عام 2020 ستصبح نسبة السكان اليهود حوالي 44% فقط من السكان في فلسطين المحتلة عام 1948، حيث سيصل عدد اليهود إلى 4.6 ملايين، مقابل 2.8 مليون فلسطيني داخل اسرائيل..
|