سلاح الفرسان في حفله يوم أمس أعادنا فعلاً إلى الماضي البعيد جداً.. أعادنا إلى الأيام الغرّ في تاريخ العرب والمسلمين.. وذكرنا بالانتصارات وما أكثر ما تحقق لنا منها.. يوم كان أجدادنا يحاربون بوازع من إيمان وبدافع من عقيدة.. دون أن يكون لهم أي هدف أو غاية غير هدف نشر الإسلام وتحرير الإنسانية من ربقة العبودية والانغماس في الجهل..!!
وحسناً أن يتجه الحرس الوطني بتشجيع من جلالة الملك المعظم إلى العناية بالفروسية وإلى إنشاء سلاح للفرسان.. لأن هذا السلاح - مثلما قال سمو رئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز - (يمثل بالنسبة لنا رمزاً نبيلاً ويشد رجال اليوم إلى جذورهم الضاربة في أعماق التاريخ حيث تتجلى الأصالة والرجولة والعقيدة الخالدة). وما دام كذلك فمن الطبيعي أن يصل هذا السلاح إلى المستوى الكبير الذي شهدناه أمس.. ومن الطبيعي أيضا أن يأخذ الإنفاق عليه وإعداده شيئاً كبيراً من ميزانية الحرس الوطني..!!
لقد كنا نتطلع إلى أن نجد العناية بواحد من الأسلحة التي لعبت دوراً رئيسياً فيما تحقق للإسلام من عزة ونصر كسلاح الفرسان.. فإذا بالحرس الوطني يحقق هذه الرغبة ويقدمها بأرقى المستويات وأفضلها.. مؤكداً أن التدريب قد حقق مفعوله الطيب في ظهور رجال السلاح بالمستوى الرفيع الذي كانوا عليه يوم أمس في احتفالهم السنوي الكبير.
ان الفيصل لا يكتفي بأن يولي عنايته لسلاح واحد فقط.. بل هو - وكما نعرف جميعاً - يعطي للقوات السعودية بأسلحتها المختلفة كلّ ما تحتاج إليه من دعم.. الشيء الذي جعلها في مستوى الجيوش المتقدمة نتيجة لما رافق هذا الاهتمام والرعاية من إدخال الأسلحة الحديثة لجميع الوحدات فيها.
كلل الله جهود الفيصل والمخلصين من زعماء العرب والمسلمين وكلّ من يهمه أمر الإسلام بالتوفيق والنجاح.
| 
"زمان الجزيرة"