شرف جلالة الملك فيصل المعظم الحفل السنوي الكبير الذي أقامه بعد عصر أمس سلاح الفرسان بالحرس الوطني في طريق خريص.. وقد حضر الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين ووفود دورة كأس الخليج العربي الثانية لكرة القدم، وحشد كبير من الجماهير التي توافدت لحضور هذا الاحتفال.
ففي تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد عصر أمس وصل جلالة الملك فيصل المعظم إلى مكان الحفل، حيث كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني ووكلاء الحرس ونائب العمليات ومدير سلاح الفرسان، كما عزفت فرقة الموسيقى السلام الملكي وأدت وحدات رمزية من فرقة الفرسان الأولى تحية لجلالته.. وبين تصفيق وهتاف الحاضرين بأن يحفظ الله جلالته قائدا عربيا وزعيما مسلما أعطى وما زال يعطي لأمته الشيء الكثير نحو مستقبل أفضل، أخذ جلالته طريقه إلى المنصة الرئيسية، وقد بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم، ثم ألقى سعادة وكيل الحرس الوطني الشيخ عبدالعزيز التويجري كلمة صاحب السمو رئيس الحرس الوطني شكر فيها جلالة الملك فيصل على رعايته لهذا الحفل وتشجيعه لأبنائه الفرسان، وقال إن سلاح الفرسان يمثل بالنسبة لنا رمزا نبيلا بعثه جلالتكم لكي يشد رجال اليوم إلى جذورهم الضاربة في أعماق التاريخ، حيث تتجلى الأصالة والرجولة والعقيدة الخالدة (عقيدة الإسلام) التي انتشرت في ربوع الأرض وسادت بالإيمان والأخلاق، فجعلت من أجدادنا أرحم من فتح وأعدل من حكم. وقال إنه من هذا المنطلق بقيتم جلالتكم وأبقيتم هذه المملكة الصخرة الشماء والمنار الوضاح في بحر تلاطمت فيه أمواج الهدم والإلحاد، وكنتم بذلك الرمز الحي لتآخي الإيمان والعقل والإرادة.
وبعد أن استأذن قائد الحفل من جلالته ببدء العرض تقدمت الوحدات الرمزية من الفرقة الأولى لفرسان الحرس الوطني مستعرضة أمام جلالته، ثم تلتها خيول حظائر الإنتاج، وألقى شاعر الحرس الوطني زيد بن عمر قصيدة نبطية بهذه المناسبة، تلاه الطالب المرشح خلف بن هذال العتيبي بقصيدة نبطية أخرى، ثم قدمت مجموعات من فرقة الفرسان بالحرس الوطني استعراضات اشتملت على ألعاب مختلفة للفروسية والقوى والرياضة، شدت انتباه الحاضرين وحازت على إعجابهم وأعادت إلى الأذهان سيرة الأسلاف والأجداد.. سيرة البطولات والعزة والكرامة. ومن بين الألعاب المختلفة التي قدمها جنود الفرسان لعبة الصعوبات قدم خلالها الفرسان من على ظهور جيادهم حركات فنية بارعة دلت على المستوى الجيد من التدريب الذي يتلقونه، كما قامت مجموعة من الفرسان باختراق قوس النار فكان ذلك برهانا عمليا على أصالة الشجاعة العربية في نفوس هؤلاء الفرسان.
ثم اختتم الحفل بالسلام الملكي وغادر جلالة الملك مكان الاحتفال بين تصفيق وهتاف الجماهير بأن يحفظ جلالته قائدا لهذه الأمة وزعيما لمسيرتها.
| 
"زمان الجزيرة"