تعقيباً على ما كتبه الأخ صالح العبد الرحمن التويجري في مقال بعنوان (أبناؤنا حملة الدبلوم أولى من أصحاب البكالوريوس المتعاقدين) في عدد 11658 بتاريخ 13-7-1425هـ، أقول وبالله التوفيق مخاطباً وزير التربية والتعليم وفقه الله لكل خير، ومخاطباً كل مسؤول غيور على أبناء المجتمع، واجتهاداً مني تغليباً للمصلحة العامة أبدي رأيي في هذا الموضوع.
بداية أحب أن أوضح للقارئ الكريم أنني أعرف جيداً أهمية التخصص في مجال معين وخاصة في مجال التدريس وأعرف جيداً مدى أهمية التعامل مع الطلاب مع اختلاف عقولهم ومداركهم، كما نعلم ويعلم الجميع أن مهنة التدريس مهنة شريفة ونبيلة لا يصل إليها إلا من يستحقها، كما أن كل شيء يقوم على أساسه وجيل المستقبل يقوم على تنشئة طلابنا على أسس سليمة وقوية وهو الذي ينبغي أن نعمل جميعاً من أجله.
إلا أنه ومع احترامي وتقديري لجميع المعلمين الأجانب الذين سبق وأن تم التعاقد معهم في سلك التعليم لسنوات عديدة فإن المعلم السعودي أفضل وأجدر وأكفأ وبكثير من المعلم الأجنبي، حتى وإن جاء الأجنبي يحمل الشهادات المتعددة فتجعل النفس تميل إلى الإيمان بقدراته إلا أنني أؤمن بأن السعودي حتى وإن حمل درجة الدبلوم في تخصص معين أكفأ وأجدر من غيره من حملة البكالوريوس الأجانب في جميع الجوانب سواء كانت ثقافية أو أخلاقية أو دينية أو اجتماعية أو نفسية.. إلخ.وهذا والله ليس تعصباً أو محاباة للسعوديين هذا ما لمسته كما يتضح ذلك عند كثير من المجتمع ولذلك من الظلم أن نترك المواطن السعودي الذي درس سنتين أو أكثر نفس التخصص الذي نحتاجه ثم نقول إن درجة الدبلوم لا ترقى إلى درجة التدريس أو أن هذا الدبلوم غير معترف به أصلا، فالوضع لا يسمح بالنقد أو التعليل بهذه الأسباب لأنها غير مقنعة أبدا، وإنما العدل والإنصاف إعطاء هؤلاء الشباب المجال لكي يثبتوا جدارتهم، أو عمل اختبارات لمعرفة مدى قدراتهم على تدريس اللغة الإنجليزية.
ولذلك أكرر أن حملة الدبلوم في تخصص اللغة الإنجليزية من السعوديين أكفأ من حملة البكالوريوس من الأجانب وليتفق معي الجميع بأن منهج اللغة الإنجليزية للصفوف الأولية التي وضعته وزارة التربية والتعليم لا يكتنفه الغموض بحيث إننا نقوم بالبحث في البلدان الأخرى عما يقوم بتدريسه وأرى أن أي شخص لديه إلمام بسيط باللغة الإنجليزية يستطيع أن يقوم بذلك، فليس في المنهج تدريس قواعد في اللغة ولا تعبير أو سرد جمل، بل المراد والمطلوب تحقيقه هو تعليم الطلاب عناصر أساسية في اللغة الإنجليزية لا تتعدى حفظ الحروف وبعض الكلمات والجمل المشهورة والتي يعرفها بعض صغارنا اليوم ممن يدرسون في الصفوف الأولية المبكرة.
فلماذا هذا التشاؤم ولماذا توضع هذه على أنها مشكلة كبيرة جدا ليس هناك حل إلا بالتعاقد مع أجانب، إنني لست فقط متفائلاً بأبنائنا حملة الدبلوم بل متيقناً قدرتهم على ذلك، وأضعف الإيمان وضع اختبارات لهم يتم تقييمهم من خلالها على طريقة شرح الدرس والتعامل مع الطلاب فمن يجتز الاختبار منهم يكن مؤهلاً للتدريس أو وضع دورة قصيرة تبين لهم طرق التعامل مع الطلاب وتقسيم المنهج خلال الفصل الدراسي وتقسيم وقت الحصة داخل الفصل إلى غير ذلك.
كريم بن عيادة الغطاي - الرياض |