Tuesday 7th September,200411667العددالثلاثاء 22 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

التفاحة المعطوبة التفاحة المعطوبة
حسين أبو السباع

قد تصيب تفاحة واحدة معطوبة سلة كبيرة بأكملها بالعطب.. وإذا لم نخرج التفاح كلّه من السلة لمحاولة التمييز بين ما هو سليم وما هو معطوب فإننا سنخسر التفاح بأكمله دون جدوى.. هكذا الفكر المنحرف الذي ينخر في جانب واحد من جوانب المجتمع وإذا لم تتخذ التدابير اللازمة لإزالة تلك السوسة فسرعان ما تنتشر العدوى لجانب آخر وآخر حتى يملأ العطب حياتنا كما ملأ العديد من الأنظمة الحكومية والسياسية في كثيرٍ من الدول .. إهمال تفاحة واحدة جعلنا نخسر السلة بأكملها.. وإهمال جانبٍ واحد من جوانب المجتمع سيؤدي بالضرورة إلى خسارة فادحة أكبر بكثير مما تتوقع.. كثيرٌ من أنظمة الحكم العربية يفكر لماذا أمريكا متقدمة وطاغية كل هذا التقدم والطغيان حتى أصبح العالم يسير في ركابها وعلى المعترض تحمل اتهامه بحيازة أسلحة دمار شامل.. وأعتقدُ أن سر تقدم أمريكا هو امتلاكها لأدوات صنع التفاح المعطوب أو بصيغة أخرى امتلاكها لفكر مؤسس لا يتغير بتغير الأفراد وإنما الأفراد يعدلون فقط بعض النقاط التي قد أهملها البعض لتعود المسيرة من جديد والعمل على صنع المزيد من التفاح المعطوب لكي يلقوه في أية لحظة في سلة أحد المجتمعات المناوئة أو التي تفكر في المناوأة.. ويقول القائل: لماذا نناوئ أمريكا وهي سيدة العالم ولديها مفاتيح التسيد.. ويزيد القول: إن الشعب الأمريكي شعب لا يعرف شيئاً عن سياسة بلاده هو يفكر في العمل فقط.. وأعتقدُ حتى ولو كانت هذه هي الحقيقة فإن أمريكا - حكومة تساند إسرائيل وتقف حجر عثرة في وجه أي حركات سلام من خلف الستار بالطبع.. ولكن الشعب الأمريكي العامل كما نعتقد يستطيع أن يحرك سياسة حكومته إذا اعترض وأعلن اعتراضه صراحة وبإلحاح.. لكنه لا يفعل ذلك كثيراً..
وتستمر أمريكا في صنع العديد من التفاح المعطوب ليكون جاهزاً في أي وقت للإلقاء في وجه الشعب أو الحكومة المعترضة، وهذه التفاحة في رأيي أخطر بكثير من القنبلة الذرية التي ألقتها فوق هيروشيما باليابان.. والعنف ناتج بالضرورة عن هذا الفكر الإرهابي وتطبقه إسرائيل بمنتهى القسوة على الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم حتى الآن 8500 أسير وأمريكا راعية الحريات تصمت وكأن الأمر لا يعنيها. وهو فعلاً لا يعنيها إنما يعنينا نحن.. والكثير مما لا أقدر حصره في هذه المساحة القليلة يرتكب وتكون البداية تفاحة معطوبة تلقى لتفسد باقي السلة.
وكانت آخر تلك التفاحات حتى الآن (الإرهاب) الذي تبنته بعض الجماعات التي لا تعرف أنها بممارساتها هذه إنما تساند أمريكا لا تحاربها.. وهم لا يعرفون أنهم أول من أكل التفاحة.. فعلينا الحذر من تفاحة أخرى..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved