لا أدري لِمَ دوما نتعرقل بالمُسَلَّمات ونجعل منها إشكاليات على حين هي واضحة بادية لا تحتاج إلى كثير من الأخذ والرد الذي يدور في الصحف وعلى صفحات الجرائد.
هل تصوت المرأة في الانتخابات البلدية؟ من الذي أيقظ فتنة هذا السؤال منذ البداية؟ على حين أن فكرة إقصاء المرأة عن الانتخابات تتعارض مع الأساس الذي قامت عليه الانتخابات البلدية!!
فعلى حين أن الانتخابات البلدية قامت على أساس الرغبة في الوصول إلى العدالة المجتمعية والمساواة ومشاركة جميع شرائح المجتمع في القرار، وتأسيس قاعدة شعبية واعية تشارك في ما يخصها ويهم مستقبل أجيالها، نتلهى بقضية جانبية حول مشاركة المرأة.. ومن خلال الضوضاء نطمس القضايا الكبرى.
فأفتوني بربكم كيف ستكون المشاركة شعبية وتفعيل محاور الرأي العام والاهتمام بجميع شرائح المجتمع، على حين أن نصف هذا المجتمع (تخيلوا الننننننصف) مغيب عن القرار والمشاركة في صناعته؟ لا أدري هل هذا النصف موجود في أقفاص خاصة به وبعيد عن العالم، أم هو يستنزف سنوياً مليارات الريالات من الدولة بغرض تعليمه وتأهيله وإعداده وتدريبه، هذا النصف المغيب ألا يستعمل نفس الشارع ونفس الحديقة ونفس الحي الذي يستعمله من يحاولون أن يستفردوا بالقرار ولماذا نحاول أن ندخل أنفسنا بنفس الدوامات التي تدخلها دول العالم الثالث عادة فيما يتعلق بحقوق المرأة السياسية، ومن ثم نهدر سنوات ثمينة من عمر الشعوب في (اللت والعجن) ومن ثم في النهاية لابد أن تدور حركة التاريخ وتنال المرأة حقوقها لا محالة.. لسنا بحاجة إلى اختراع العجلة التي يسمونها (أم الاختراعات) لنبدأ من حيث انتهى الآخرون.. ونختصر مراحل كبيرة من عمر الزمن.. لنبدأ بطريقة صحيحة وعادلة للجميع نتمثل فيها روح الديمقراطية ومبدأ تكافؤ الفرص، وما من داع لانتخابات عرجاء تفقد مصداقيتها أو الأساس الذي قامت عليه، حينما انخرطت المرأة في هذا الوطن.
في سوق العمل قيض الله لها ولاة أمر عادلين ساووا بين سلم الرواتب بين النساء والرجال الذين يشغلون المنصب نفسه، ونالت منذ البداية تميزاً ظلت نساء الغرب تناضل من أجله سنيناً طويلة.
والآن لسنا بحاجة إلى اختراع العجلة.. إما أن تقوم الانتخابات على أسسها الصحيحة التي شرعت من أجلها، أو ليس هناك من داع أن نظهر للعالم بانتخابات عرجاء شوهاء.. مغيبة لنصف المجتمع.
|