أسمى مقاصد المفكرين بلوغ الإنسان مراتب الفضيلة من أجل حياة فاضلة..
غير أنَّ المتأمل في مجريات أحداث الحياة في المرحلة القائمة يأسف على مقاصد المفكرين النبلاء..، ذلك لأنَّ لا فضيلة فيما يسلك إنسان العصر ولا حياة فاضلة يحيا، فالاجتراء سمة أبناء هذه الحقبة..
الاجتراء سطوة، إمَّا دافعها الإحساس الممتلئ بالذات، أو دافعها الإحساس بحاجة هذه الذات.., وبين الامتلاء والفراغ في نفس الإنسان يحتدم صراعه على الحياة..
لا أدري كيف يمكن للإنسان أن يتهيأ لنقض هذا السلوك، ولأن يلمَّ هذه الانفلاته الشعورية المنعكسة على التدهور السلوكي، المناقض لأحلام المفكرين السامية، الراقية، الخيرة، الباحثة عن الفضائل والمصورة للفضيلة، والطامحة إلى سكينة تعم، ورغد يورف وعافية تشمل الروح والخلق والجسد؟ وقد نهكت اجتراءات الإنسان عافية النفوس وأتعبت الأرواح وخدشت الأخلاق وشوهت الأجساد؟
لم يعد زمن حضارة تسم إنسان العصر بالسمات الجيدة، إنَّه زمن حضارة التشوَّه والشر والاعتداء والمرض الذي عمَّ الإنسان وعطَّل أحلام المفكرين، وسدَّ على التأمليين الباحثين وراء الضوء من أجل عتمة الحياة منافذ الضوء.
|