تنطلق مع بداية شهر شعبان القادم الحملة الوطنية الكبرى لتعداد السكان والمساكن في كافة مناطق المملكة المختلفة، ومعه نضع أحلامنا في كف المشرف والمراقب والعداد للحصول على معلومة ذات مصداقية عالية تسهم بإذن الله تعالى في تحويل أهم متغيرات المجتمع السعودي إلى متغيرات رقمية ذات مدلول إحصائي سليم؛ فمن المعلوم لدى الجميع وبشكل خاص المهتمين بعلم وفن الإحصاء أن الأرقام لا تعرف الكذب ولا تتحيز للأفراد والجماعات ولا تنساق وراء العواطف وتختفي خلف العبارات والجمل البلاغية ولكنها تعبر عن الواقع كما هو بمكوناته وجزئياته المختلفة مما يجعلها ضالة المخطط وعونه الدائم في مجال رسم الخطط التنموية بمجالاتها ومساقاتها المتعددة، ومن هذا المنطلق فإننا كمواطنين ننتظر نتائج الحملة الوطنية الإحصائية ليس من أجل ان نتعرف على عدد السكان والمساكن فقط ولكن من أجل أن تصبح هذه المعلومة متاحة للمختصين والمسئولين عن رسم مستقبل المجتمع السعودي ومن أجل أن نعيد صياغة المخطط التنموي في ضوء التطورات الكمية لأهم المتغيرات المجتمعية.
ولعل ما يضاعف من تطلعاتنا تجاه هذه الحملة الوطنية الاستعداد المتواصل والجيد لمصلحة الإحصاءات العامة، وما قامت به من تدريب متواصل للعناصر الميدانية مما يجعلها بإذن الله قادرة على تنفيذ الحملة بكفاءة وفاعلية عالية على الرغم من الصعوبات التي تنتظرها ميدانياً، كاختلاف الثقافات بين فئات المجتع وما يرتبط به من تباين في معدل استجابة وتعاون المواطن والمقيم. وفي هذا السياق أجد أن أهمية هذه المهمة الوطنية تحتم علينا جميعاً العمل الجاد من أجل تبصير من حولنا بأهمية التعداد ومستقبل الإنسان السعودي وتحتم على كافة المؤسسات الحكومية والخاصة بذلك ما تستطيع لمساندة الحملة الإعلامية التي تهدف إلى تنمية دور المواطن في إنجاح الحملة ومدها بالمعلومة السليمة التي تعبر عن الواقع.
ولعلي أخص في هذا المجال وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام لكون هذه الوزارات تمتلك الوسيلة الأكثر فاعلية للاتصال بالشريحة الأكبر من المواطنين والمقيمين، كما أخص مجلس الغرفة التجارية لكونه يحتضن كبار التجار القادرين على تصميم وتنفيذ أكبر حملة إعلامية توعوية.
الجميع بشكل عام مطالب بالتفاعل مع الحملة الوطنية للتعداد لكونها تمثل خطوة رئيسة في إزالة العتمة عن بعض المتغيرات المهمة للعملية التنموية فهل يتحقق ذلك؟ الله أعلم.
|