أعلنت قبل أيام جمعية خيرية عن حاجتها لبضعة مكيفات تقي موظفيها لهيب الحر، قرأت ذلك في إحدى الصحف بينما تنعم جمعيات خيرية أخرى بالمكيفات المركزية وبالمباني الفاخرة التي كلف إنشاؤها الملايين وتحصل على ملايين الريالات سنوياً تبرعات وزكوات! أي أن تلك الجمعيات التي أنشئت لمكافحة الفقر بعضها يعاني من الفقر المزمن وآخر غني يرفل بأثواب النعمة والعز والثراء! وبالتحديد أكثر فإن هناك جمعيات فئة (أ) وأخرى فئة (ي) !
هذا هو واقع الحال لجمعيات البر الخيرية المنتشرة في أنحاء المملكة وهي جمعيات لها جهودها الكبيرة في تخفيف معاناة كثير من الفقراء المحتاجين للمساعدة ولكن ما دام هذا واقع حال تلك الجمعيات الخيرية فلماذا لا تندمج في جمعية واحدة وليصبح لها مركز رئيسي وما في المدن الأخرى تبقى فروعا لها؟ ولعل ذلك يوحد الجهود ويوفر سيولة مادية تمكنها من ان تقيم عددا من المشاريع الاستثمارية التي توفر لها ولفروعها عن باقي المدن مردودا سنويا مجزيا يجعلها تستطيع ان تؤمن للمحتاجين احتياجهم، كما ان الفروع الموجودة في بعض المدن الصغيرة أو القرى سوف تضمن دخلا ثابتا بدل أن تظل تستجدي عطف المحسنين الذين ربما بدأوا يقلون في هذا الوقت لأسباب كثيرة!
إن دمج الجمعيات الخيرية في جمعية واحدة سوف يساهم في قوتها ويجعل خدماتها أرقى وأشمل فنحن في عصر الاندماج للمؤسسات والشركات واندماجها سيحقق لها تعزيزا لأهدافها الخيرية التي انشئت من أجلها بدل أن تظل بعضها قوية مترفة وبعضها ضعيفة فقيرة تعاني من شح الموارد، وإذا كانت لا تستطيع أن تشتري مكيفاً صحراوياً فكيف لها أن تساعد المحتاجين والفقراء؟؟!
|