Tuesday 7th September,200411667العددالثلاثاء 22 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

وقفات وقفات
من مسالك النساء
سلوى أبو مدين

هناك من يتهم المرأة بأنها مثيرة للشغب في حياتها، وخاصة عملها الذي تقوم به في الدوائر، ومتهمة دائمة بإثارة البلبلة والمشاكل! وقلما تحتفظ بعلاقاتها التي غالباً ما تؤدي للفشل مع صديقاتها.. وهناك من يقول إنها تفتقد دبلوماسية التعامل مع الغير، كل هذا ونحن نرى أصابع الاتهام وهي تشير إليها، لماذا المرأة مثيرة للشغب في عملها؟!
ويقال إنها كثيرة الحسد والغيرة من نجاح صديقتها؟ وهل هذا ينطبق على جميع الشرائح؟ عدة تساؤلات طرحت تبحث عن إجابة وتبرير لما أسمع وأرى، فالغيرة والحسد يكثران في الفئة المثقفة والمتعلمة أكثر من الأخريات اللاتي هن على قدر ليس بكبير من التعليم.
الأمر الثاني: أن المرأة تحب أن تكون في الطليعة ويشار إليها بالبنان حتى تسلط عليها الأضواء، لذلك فإنها تكره أن تجد لها منافساً في العمل الذي تشغله، وتتحين الفرص للإطاحة بمن هي أفضل منها وأكثر عطاءً في ساحة العمل!
ونحن نأسف عندما نجد شرائح كثيرة من السيدات يثرن البلبلة والشغب في عملهن غير مكترثات بتقديم المجدي والنافع في عملهن، بل يضربن بعرض الحائط، كل القيم والفضائل ويلهثن وراء القشور الزائفة كمنصب جديد تحتله احداهن، أو شهادة تقدير!
هذا هو واقعنا الذي نعاني منه، ولست في هذا المقام إثارة جدل في قضية مريرة، بل حتى نضع أيدينا على الاسباب التي أدت الى هذا الحسد والكره والشغب، خاصة أن ديننا الإسلامي ينهى عن التحاسد والتباغض.
وفي اعتقادي أن ما ينشأ بين النسوة مرجعه أن الكثيرات لم يصلن إلى درجة من الوعي الفكري لدى الغالبية منهن، مما يؤدي إلى التكتل وضربات بينهن، ويسود بينهن التنافس غير المشروع في مجال العمل وفي الحياة معاملة، والذي تجده صاحبك اليوم يصبح عدوا لك في الغد، ومن تأمنه بسرك تجده يفشيه حين تختصم معه أو بلا مناسبة مما يجعلنا نقول: لم يعد هناك صاحب في العمل!
فقد طغت الأنانية على الغالبية من البشر، وأصبح هم كل واحد الاستحواذ وأخذ مكان الآخر بكل الأساليب الملتوية، هذا حالنا وواقعنا المؤلم الذي نخشى أن نعترف به ولكن تلك هي الطبيعة البشرية منذ بدء الخليقة، أين هم المنصفون العادلون، القانعون بما قسم الله؟
بعيداً عن التسلط والحسد والغيرة المنبوذة التي فرضت حصارها على النفوس. هناك شرائح وإن كانت قليلة، إنهم الذين يؤثرون غيرهم بالعطاء وفعل الخير، بعيداً عن الأنا التي بثت سمومها في المجتمع!
مرفأ:


حسداً حملنه من أجلها
وقديما كان في الناس الحسد

(عمر بن أبي ربيعة)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved