جاء حديث سمو ولي العهد لمنسوبي التربية والتعليم بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد ليضع النقاط على الحروف حول واحد من أهم الموضوعات التربوية التي أغفلتها المدارس طوال سنوات مضت وكأنها لا تخص منسوبيها بل هي مسؤولية آخرين غيرهم خارج المدارس.
ذلك الموضوع هو الوطنية وحب الوطن الذي أكد سمو ولي العهد على أهمية أن تتبناه المدارس ضمن أولويات اهتماماتها وأن تعمل على غرسه في نفوس الناشئة.
هذا التقصير لم يعد خافياً وجاءت التوجيهات بضرورة معالجته ولذا فإن على وزارة التربية والتعليم إعادة رسم خططها لمعالجة أوجه القصور، وعليها أن تبدأ بمراجعة التعليمات السابقة لها في هذا الشأن، وفي مقدمتها النشيد الوطني وترديده يومياً أمام سارية العلم في طابور الصباح كما كان في السابق قبل أن تلغيه المدارس بمحض إرادتها، وكأنه أمر ثانوي يحق لمن شاء أن يفتي فيه ويجتهد خصوصاً من قِبل مديرين ومديرات ومعلمين ومعلمات رأوا فيه مخالفات ومحظورات رغم تمجيد هذا النشيد (لخالق السماء) ورغم اشتماله على ترديد (الله أكبر) وعشت (فخر المسلمين)، ومع ذلك فهو في نظر البعض لا يماثل سواه من أناشيد محلات (الكاسيت) الخاصة والتي يقتني إنتاجها الصغار ويرددونها، بل وتوزعها بعض المدارس على طلابها كجوائز وهدايا.واليوم ومع بدء عام دراسي جديد ومع بدء تقليب صفحة المواطنة وغرس الوطنية في نفوس الصغار فإن على الوزارة أن تناقش موضوع النشيد الوطني في طابور الصباح.. فإذا كان فيه مخالفة أو محظور، فيجب أن تصدر الوزارة قراراً بإلغائه رسمياً حتى لا يُترك الأمر للاجتهادات الشخصية.. أما إذا كان غير ذلك فعليها أن تتابع باهتمام من قام بإلغائه ومن أهمل في متابعة تنفيذه... فليس منطقياً أن تسأل طالباً أو طالبة عن النشيد الوطني لوطنه فلا يعرفه ذلك لأنه لم يردده ولم ينشده طوال عمره الدراسي بل ولم يسمعه منذ سنوات ومنذ أن أصبح البث التلفزيوني للقناة الأولى متواصلاً على مدى الـ 24 ساعة ولم يعد يبدأ بالنشيد الوطني ولا يُختم به!!
|