في مثل هذا اليوم من عام 1898 أصدر القائد الإنجليزي كتشنر أوامره بهدم قبر الإمام المهدي قائد الثورة المهدية السودانية بعد نجاح الحملة المصرية الإنجليزية المشتركة بقيادة كتشنر في هزيمة المهديين في عدة معارك منها فركة وكرر وأم درمان. وكان المهدي قد قاد ثورة ناجحة ضد الحاكم الإنجليزي للسودان تحت العلم المصري تشارلز جورج جوردن منذ عام 1881 مع بدايات الثورة العرابية في مصر وقبل وقوع مصر نفسها تحت الاحتلال.
ولما نجحت بريطانيا في احتلال مصر عام 1882 أصدرت أوامرها إلى الخديوي توفيق في مصر بإنهاء الوجود المصري في السودان خاصة بعد نجاح المهديين في قتل جوردون.
ولكن وفاة المهدي عام 1886 أوقعت السودان في حالة من الفوضى انتشرت معها المجاعات والسلب والنهب، ورأت بريطانيا أن الفرصة سانحة أمامها لاحتلال السودان تحت العلم المصري فانطلقت حملة كتشنر لاعادة فتح السودان. وأثار هدم قبر المهدي غضب السودانيين واعتبره المسلمون في السودان مؤشرا على أن الاحتلال البريطاني (المسيحي) جاء ليحارب الإسلام.
وأدرك اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني لدى مصر والمتصرف في شئون السودان الذي كان يحكمه كتشنر خطورة الموقف فزار أم درمان وتحدث إلى أعيان المدينة عن احترام البريطانيين للإسلام والمسلمين. ودعا سلطات الاحتلال إلى ضرورة البدء في بناء المساجد الكبرى التي كانت قد دمرت خلال الثورة أو الغزو. في الوقت نفسه شن الاحتلال الإنجليزي بقيادة كتشنر حملة ضد عائلة المهدي فقتل جميع أفرادها ولم ينج منها سوى اثنين أحدهما هو عبدالرحمن المهدي الذي أصبح فيما بعد أحد أبرز زعماء النضال الوطني في السودان.
|