في مثل هذا اليوم من عام 1791 عُرضت أوبرا (لامينزا دي تيتو) أو مأساة تيتو للموسيقار النمساوي الشهير ليبوبيلد موتسارت في عاصمة التشيك براغ وذلك قبل رحيله عن الحياة بشهور قليلة. في ذلك الوقت كان الموسيقار النمساوي المولود في السابع والعشرين من يناير عام 1756 في مدينة سالزبورج النمساوية قد حقق قدرا كبيرا من الشهرة كموسيقي من طراز فريد. ظهرت موهبة موتسارت في سن مبكرة للغاية حيث بدأ تأليف مقطوعات موسيقية وهو في الخامسة من عمره وبدأ العزف باحتراف وهو في السادسة من عمره. ورأت أسرة الموسيقار الطفل أنهم قد يستفيدون من استعراض مواهبه في الموسيقى فنظموا له جولة أوروبية شملت لندن وباريس والعديد من المدن الأخرى التي مر بها في طريقه للمدينتين. وتوالت رحلات موتسارت داخل وخارج النمساء لينطلق من نجاح إلى آخر. وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره ألف موتسارت أول كونشيرتو للبيانو له وحقق نجاحا كبيرا. ولكن أبرز ما يميز مسيرة هذا الفنان النمساوي هو حرصه على تحقيق أقصى درجات الشهرة والنجاح والبحث عنهما في أي مكان فلم تتوقف رحلاته إلى مختلف العواصم الأوروبية من روما إلى باريس ومن لندن إلى ميونيخ في ألمانيا. ورغم فشل العديد من تلك الرحلات في تحقيق الهدف المطلوب فإنه لم يكن يستسلم بسهولة. وتمكن موتسارت من تلبية أذواق مستمعيه أينما حل. فعندما سافر إلى إيطاليا من عام 1770 إلى 1773 وضع أوبرا (ميتريدات) وأوبرا (لويشو) وعرضتا في ميلانو واكتسبتا المذاق الإيطالي وكما لو كان موتسارت يسابق الزمن. فكما تفجرت ينابيع موهبته مبكرا فقد نضب معينها مبكرا أيضا حيث لم يتجاوز عمره 35 عاما عندما مات في الخامس من ديسمبر عام 1791 في العاصمة النمساوية فيينا بعد أن ترك تراثا هائلا في شتى قوالب التأليف الموسيقي الكلاسيكي.
|