يوما ما في حياة المرأة سوف تلاحظ تأثيرات تناقص الهرمونات الأنثوية وأهمها هرمون الأستروجين ، وهذا يعني أن مرحلة ما هو معروف بسن انقطاع الدورة الشهرية أو ( سن اليأس ) قد بدأت ، ربما يكون من الواضح أن مواعيد الدورة الشهرية قد أصبحت غير منتظمة ، وإذا لم تعد هذه الدورة بعد فترة انقطاع كاملة لمدة سنة ، عندها يقال ان المرأة قد وصلت بالتأكيد إلى سن انقطاع الدورة الشهرية ، وبهذا تكون المبايض قد أتمت عملها ، ولم تعد تنتج أية هرمونات أنثوية.
إن مصطلح ما قبل انقطاع الدورة يصف الفترة التي تقع غداة انقطاع الدورة الشهرية ، عندما تتباطأ مهام المبيض ولكنها لم تختف بصورة كاملة ، في هذه الفترة من الممكن أن تحدث بعض التطورات والتي هي مؤقتة في طبيعتها ولكنها مزعجة إلى حد بعيد مثل: الشعور المفاجئ بالارتفاع في درجة الحرارة (الهبات الساخنة) مع تصبب العرق ، ومثل اضطراب المزاج والاكتئاب أحيانا ، وعدم القدرة على النوم بسهولة ، وجفاف والتهاب المهبل مما يؤدي إلى صعوبة وآلام أثناء الجماع ، وبعض النساء يغضبن بسهولة ويفقدن أعصابهن بسهولة ، وكذلك قد تحدث بعض المخاطر الصحية على المدى البعيد مثل ترقق العظام وأمراض القلب وتصلب الشرايين.
لكل امرأة ردة فعل مختلفة اتجاه هذه التغيرات حيث تستطيع العديد من النساء أن يتأقلمن مع الوضع الجديد ، ولكن بعض النساء يكنّ بحاجة إلى بعض التفهم ، وأحيانا التدخل الطبي خاصة النساء اللواتي يستأصلن مبايضهن ، حيث يتسبب هذا في توقف ، انتاج الأستروجين بصورة مفاجئة ، وفي هذه الحالة تكون هناك حاجة ملحة لتعويض النقص في هرمون الأستروجين.
العلاج الهرموني البديل: إذا تداخلت مشكلة أو أكثر من مشاكل مرحلة انقطاع الدورة الشهرية مع الأنشطة اليومية العادية ، فإن العلاج الهرموني البديل يوضع بعين الاعتبار ، وعندئذ يقوم الطبيب بتحديد المرحلة التي وصلت إليها المرأة ( ماقبل أو بعد انقطاع الدورة ) ، ثم يصف لها العلاج المناسب آخذا بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة للمرأة في كل مرحلة ونتائج الفحوصات الطبية اللازمة للثدي والرحم والأوعية الدموية ، والله الموفق.
( * ) إخصائية النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض |