سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله
تحية وبعد...
نشرت جريدة الجزيرة مقالا للكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في زاويته (شيء من) بعنوان (عن التعصب) في 13-7-1425هـ ولي بعض الوقفات حول هذا المقال:
1- المطالبة بنبذ الإقصاء الفكري والغاء أحادية الرأي واحترام الرأي الآخر موضة ثقافية يتناقلها الكثير من الكتاب والمثقفين من أمثال كاتبنا العزيز في زواياهم وأعمدتهم الصحفية، إلا أنه من المستغرب أن ينحصر هذا المفهوم في كل ما هو إسلامي، وكأن الآخر بريء من هذه التهمة ولم يقع في الإشكالية نفسها، هذه المغالطة نجدها في هذا المقال مع الأسف الذي يفوح إقصائية وتهميشاً للآخر بعبارات متحاملة وقاسية مثل: (شيخ المتعصبين المتزمتين - غلاة المتزمتين الإسلاميين، يجد تنفيساً لكرباته وضغوطاته النفسية المريضة).
2- لا يتورع المقال عن ذكر أسماء لها صدى وصيت في الوسط الإسلامي المعاصر ممن لهم جهود بارزة في الدفاع عن مبادئ الإسلام، كأبي الأعلى المودودي رحمه الله, الذي أسس الجماعة الإسلامية في الهند، ونال جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام والمسلمين، وله العديد من المؤلفات في الدعوة إلى الله، ألف كتاب (الجهاد في سبيل الله) رداً على أحد السياسيين في الهند الذي زعم أن الإسلام انتشر بقوة السيف، والجميع - عدا القلة - يشهد لهذا العالم الجليل بالفضل والخير.
3- الذي يظهر أن الكاتب يرى ان كل حركة او نشاط ذات صبغة إسلامية داخلة في دائرة التزمت والتعصب، أياً كانت هذه الحركة بدليل أن الأشخاص الثلاثة (المودودي والبنا وسيد قطب) يعدون رموزاً لأشهر الحركات الإسلامية، (الجماعة الإسلامية، الإخوان المسلمين) وهذا بالطبع اتهام مجمل، ونظرة تعميمية مجحفة حتى طالت هذا الاتهامات والدعاوى أي نشاط إسلامي، كحلقات تحفيظ القرآن الكريم، والمناهج الدينية، والجامعات الإسلامية، والمراكز الصيفية.
4- المقال تناول هؤلاء الثلاثة باعتبار ان تزمتهم وتشددهم أمر مفروغ منه، ومسلَّم به, ودليل على أن التزمت ليس ناتجاً عن التقوقع والانغلاق على حياة الآخرين والأفكار الأخرى، فقبل أن يطرح هذه الفكرة عليه أولاً ان يثبت دعوى التزمت لأولئك، بمعنى أن المقال خرج من الأسلوب النقدي الموضوعي المبني على الشواهد والحقائق الى تجريح شخصي لا يعدو كونه غيبة علنية أمام الملأ، فالمطلوب هو منافسة الأفكار الموجودة في كتبهم ومؤسساتهم وليس الشخص نفسه والنيل من عرضه.
والدعاوى ما لم يقيموا عليها
بينات أصحابها أدعياء
5- تبقى محمدة للمقال تستحق الذكر والإشادة بها، وهو اعترافه ببراءة التيار الإسلامي، أو كما يسمون الحركيين الإسلاميين من التقوقع والانغلاق التي طالما سئمت مسامعنا من اتهامهم بالمغلقين والظلاميين، والجهلة، فهذه نقطة نتفق عليها جميعاً بأن لديهم الوعي والاطلاع بل عايشوا الحياة المدنية الغربية لكن الذي نختلف عليه هو اتهامهم بالتعصب والتزمت.
أشرف بن أحمد العفيصان
المجمعة |