منذ أن أرسى جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هذا الكيان الشامخ، وحتى يومنا الحاضر لم يغب عن بال القيادة الرشيدة في بلادنا الغالية أن الهدف الأساسي لكل خطط التنمية التي وضعت لبناء وطن يسوده الرخاء ويظلله الامن والأمان هو بناء الإنسان ورعايته والعناية به مقدمة للعب دوره الحضاري المأمول من خلال امتلاكه ادوات ووسائل النمو والنهضة والتطور والنماء ارهاصا لاعلاء كلمة الله في الأرض ولاعمار هذا الكون الذي استخلفه الله فيه.
وفي إطار ملحمة البناء والتنمية المستمرة لكل البنى التحتية والخدماتية في وطننا الغالي يأتي تصريح سمو ولي العهد الأمين بتخصيص مبالغ هائلة من فائض الميزانية العامة لبنة اخرى في مضمار تشييد الصرح التنموي الذي ترنو إليه الأمة تحقيقا لرسالتها الإنسانية الهادفة.
ومما يثلج الصدر ويسعد النفس أن مثل هذه المبالغ الكبيرة، والتي تقارب ميزانيات الكثير من الدول النامية، سوف تخصص لرفاهية المواطن من خلال إرساء مشاريع أساسية تصب كلها في مجال رفع المستوى المعيشي.. مما يعني انها سترفد ما هو مخصص فعلا في ميزانيات الخير المتعاقبة لإنشاء مشاريع البنية التحتية والاستمرار في تطويرها.
نعم.. إن ضخ مثل هذا المبلغ الهائل في السوق السعودية سيعني الكثير لجميع الفئات وسيعم الخير بمشيئة الله من خلال تحريك عجلة الاقتصاد بوتيرة أسرع وبنتائج ايجابية كبيرة للمشروعات التي سيتم طرحها بعد دراسات متأنية ليصل مردودها إلى كل بقعة من بقاع هذا الوطن الغالي.
وحيث إن عملية التنمية هي عملية متكاملة فإن تطوير أي قطاع انتاجي أو خدماتي لا بد في النهاية ان يصب في قناة النفع العام لجميع المواطنين.. فالصحة والتعليم وتطوير الموارد البشرية والإنماء الزراعي والصناعي وتفعيل التبادل التجاري.. كلها مواقع حيوية ينعكس تطويرها ايجابا في مؤشرات الرفاهية المعيشية التي سوف تتحقق بمشيئة الله لكل فئات المواطنين من هذه المكرمة النبيلة التي تعكس مدى اهتمام ولاة الأمر - يحفظهم الله - بتوفير كل ما من شأنه تطوير وتنمية سبل العيش الرغيد للجميع.. وفي مقدمتهم فئة الشباب عماد هذا الوطن ومستقبله المشرق.
وبما أن خدمات الرعاية الصحية تحتل مكانة متقدمة في سلم الأولويات التنموية فقد جاء في تصريح سمو ولي العهد أن نسبة كبيرة من هذا الفائض سوف تخصص لرفد المشاريع الصحية القائمة بغية التسريع في انجازها مما يهيئ للمواطن المنشآت الصحية المتطورة والمجهزة بأفضل الإمكانيات الفنية والكوادر البشرية التي تقدم له ارقى الخدمات الصحية في موطنه ومكان اقامته.
وفي هذا الصدد، تعتزم الوزارة - بمشيئة الله - ترسية عقود لإنشاء (150) مركزا للرعاية الصحية الأولية ضمن مشروع مولاي خادم الحرمين الشريفين لإنشاء (2000) ألفي مركز للرعاية الصحية الأولية تطال خدماتها كافة المواطنين والمقيمين على ثرى وطننا الغالي.
اسأل المولى القدير ان يديم علينا نعمة الأمن والصحة والعافية وان يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة التي ظلت نبراسا وقدوة للأجيال في حب الوطن والمواطن انه سميع مجيب.
|