مشكلتنا.. أو إحدى أبرز مشاكلنا.. أننا نهمل بناتنا أوحتى نساءنا ولا ندري.. ماذا يدور في عالمهن ؟!
** هذا هو المشاهد مع الأسف.. وهذا هو الملحوظ..
** مشكلتنا.. أننا نستهتر بأمور ونتساهل فيها ولا نلتفت إليها.. ونظنها بسيطة وتافهة وصغائر وأموراً دارجة.. وعندما يقع الفأس في الرأس.. بل يقع (الفاروع والهيِبْ) نكتشف.. كم نحن مفرطون.
كم نحن متساهلون.. وكم نحن بعدها نادمون.. ولكن.. لا ينفع الندم.
** لقد جاء جوال (أبوكميرا) وصُوِّر فيه النساء والبنات و(العجز).. وصٌوِّر فيه.. كل المحارم.. بل بعضهن في لبس غير محتشم.. أو على مسبح.. أو داخل غرف النوم على سبيل المزاح.. ثم يبيع هذا الجوال في السوق.. وكأن لديهم قدرة على استعادة كل ما هو موجود في ذاكرته.. من صور.. فانتشرت صور النساء والبنات في أوضاع مختلفة وبدون احتشام.. مع الصغير والكبير.. ومع الأجنبي وغيره.. وصارت تباع جوالات مليئة بالصور في أوضاع مختلفة لدى الكثير من الباعة.
** وتعلمون أيضاً.. موضة التصوير داخل حفلات الأعراس أو حفلات النجاح أو سائر الحفلات النسائية.. حيث لامرأة أو غيرها أن تدخل بكاميرات فيديو.. فتصور على راحتها بحجة أن الفيلم أو الأفلام سيسلم بعد الحفل لأرباب الحفل ولن يخرج شيء.. والناس بطيبتها أو سذاجتها أو ضعف إيمانها.. لا فرق.. مصدِّقة.. وتأخذ الأمور بالبساطة.. حتى اكتشف البعض..أن صور بناته ونسائه.. تباع في محلات الفيديو.. والشريط بخمسة ريالات.
** مثل هذا الشخص.. من يلوم.. ومن يشتكي؟
** عليه ان يلوم نفسه.. يوم ضيَّع نساءه.. ويوم فرَّط.. ويوم قصَّر في ولايته.. ويوم تخاذل عن أداء دوره ورسالته في أسرته.. ويوم غاب كأب ورب أسرة.. ويوم تصوَّر الأمور ببساطة.
** وتلام الأم.. التي سمحت لنفسها وبناتها أن تصوَّر وسط الحفل.. وأن تدار الكاميرا بينهن وهي تدرك أن هذه كاميرا فيديو.
** ويلام الأب والأم.. اللذان سمحا لجوال بكاميرا أن يدخل منزله ويصوَّر أفراد الأسرة واحداً واحداً.. وكأنه سيبقى إلى الأبد معهم.. ولم يدر بخلدهم.. أنه قد يُسرق أو يضيع أو يباع وتكون صورهم أمام كل عين.. وأمام كل شخص.. بل تباع علانية وفي بعض المحلات (خلسة) باسم (حفلات نساء).
** هل تصدقون - والعهدة على الرواة - ان في بعض قصور أو صالات الأفراح.. غرفة خلفية للنساء المدخنات أو المشيِّشات.. حيث بوسع كل مدخنة.. أن (تزرق) هذه الغرفة وتلذع (زقاره) وتعود بعد خمس دقائق وهكذا؟!
** فالمسألة.. صارت مقننة ومعلنة.. ومحل التدخين معروف تحاشياً للتدخين في الحمامات أو في أماكن أخرى.. أو الخروج (برَّا) أو في سيارة السواق.. فالمسألة.. صارت شبه معلنة.
** يبدو لي.. أن هناك توسعاً وانفتاحاً خطيراً جداً أو كما يقول العوام.. هناك (قوِايَةْ وجه تعدَّت الحدود) في هذه المسألة.
** ويبدو لي أن هناك غياباً كبيراً لدور ولي الأمر.
** ويبدو لي أن المسألة تتوسع وتزداد خطورة.
** ويبدو لي أن بعض الآباء شبه متفرجين.
** انه في الوقت الذي ننتظر من كتابنا ومثقفينا تسليط الضوء على تلك الأخطاء والأخطار والسلبيات والمشاكل بل المصائب والكوارث.. يكون العكس حيث ينقضِّون بسهامهم العنيفة على رجال الهيئة وعلى رجال الدعوة وعلى رجال القضاء.
** رجل الهيئة.. الذي يترك بيته والتزاماته ومشاغله، ويعمل ليل نهار للمحافظة على الفضيلة، ومحاولة صد الرذيلة وردع الفاسدين المفسدين.. يقابل جهده بالسب والشتم والتحقير.. وبأنه يتدخل في خصوصيات الناس وحرياتهم.. وهكذا.
** ورجل الدعوة.. الذي يحث على الفضيلة.. ويفنِّد الرذائل.. ويوجه المجتمع.. وينبه على الأخطاء والتجاوزات.. يُوصم بالمتخلف الرجعي الجاهل.
** والنتيجة.. هي ماتشاهدونه.. أفلاماً تحمل صور نساء وبنات.. تباع في المحلات.. وليس بعيداً.. أن صور النساء قد تظهر فتاة غلاف في بعض المجلات.. أو ليس المصورون يسرحون ويمرحون وسط حفلات النساء بكاميراتهم؟
** المشكلة كبيرة جداً.
** واليوم.. يدرك الناس أهمية ودور رجال الهيئة.. وكم كانوا يدفعون الكثير من الشرور والأخطار والمفاسد؟
** وكم كانوا يعينوننا على أمور ديننا ودنيانا.
** وكم كانوا.. أعيناً وآذاناً لنا.
** رجال الهيئة لهم دور كبير وفضل عظيم.. لن نشعر بقيمته وأهميته.. إلا.. لو فقدناه لا سمح الله أو لو قُلِّص أو ضَعُف.. عندها.. سندرك حجم الخطر.. و(سَيَطِقْ) المفسدون والفاسدون (طبولهم).
** والله.. ان رجال الهيئة يعملون من أجل بناتنا وأولادنا.. ومن أجل المحافظة على أعراضنا وسمعتنا.. ويعينوننا على تربيتهم وإصلاحهم.. ويقدمون لنا.. خدمة كبرى.. لم تقدمها أي جهة أخرى.
** المشكلة أن المسألة تتسع وتزيد.. وفي كل يوم نكتشف مصيبة.. والسبب هو التفريط.. وضعف بعض الآباء وتهاونهم وتخاذلهم عن أداء دورهم.
** هل نتنبه ونستيقظ ونفيق من غفلتنا؟
|