Monday 6th September,200411666العددالأثنين 21 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار باختصار
صحوة اليقظة
نورة المسلّم

قبل أكثر من عشر سنوات، لم يكن ذلك الزمان بعيداً، خصوصاً بحسبة ايامنا هذه المتسارعة، كان الخواء مهيمناً، وإن لم يكن بعيدا منا الآن، الا ان هدنة مريحة كانت تخالج افئدتنا، وقد اظلم غيري ان ادخلت معيارهم الزمني بهذا التوقيت تحديدا، الا اننا كنا جميعا على منتصف الطريق الآن الذي نقف على قارعته، منتظرين، حالمين، او حتى مكتوفي الايدي! فقد كانت حرب الخليج الأولى كابوسا ايقظنا من احلامنا المائية، وبين ليلة وضحاها، دخلت هذه المنطقة الحلم الى زعزعة التهديدات والاحتلال المكشوف والمستتر.
لم تطل الصدمة، فقد انقشعت الغمة اللحظية وعادت ايامنا الخوالي الى خوائها، بعضنا فهم الاشارة، وبعضنا الآخر تعامل مع الكابوس بتعويذة الصباح التي تلاشت مع ما تلاها من احداث لماحة، وربما بقي البعض الذي لا يود ان يفهم! وها قد توالت على المنطقة حروب أخرى، ولم يكن الكابوس سوى مقدمة لبعبع آخر، يعلي صوته على من اراد ان يطيل رقبته في ظلام القوة، واصبحت المداهنة لمثل هذه التأويلات اشبه بالمعادلة الظالمة، التي لا تعترف بقدر الاستيعاب والفطنة، بل ان هناك منطقا عصيا لا يدين سوى لمن يروض نفسه باشارة او سواها.
توالت الأزمات، وباتت الاوضاع الداخلية لكثير من الدول تهدد اليقظة من جانب، بينما يئن زحف القوة نحو مناطق قريبة من جانب آخر.
و ها قد احتلت العراق وتغيرت صورة العالم اجمع، ودخل العالم العربي خاصة مرحلة ما بعد الخطب الرنانة والشعارات الفضفاضة، وانهارت تماثيل الرموز والاحلام، وبدا للكثيرين ان كوابيس مضت في ظلمتها الى غير رجعة، كما بدا العكس للبعض الآخر، حيث دخلت كوابيس الليل والنهار معا معاشة يوميا.
يبدو ان اثمان التجارب لا تأتي مجانية دائما، ولأنها طالما حملت المدلول الأقوى، فقد تجلى لنا واقع لم نحسب حسبته بحكمة، ولن ادخل في قهاقير العطش والجوع والبطالة والشح التي كأنها فجأة تكشف عن حالها واقعا، بعد ان كانت تعبر من امامنا مصطلحات فقط، بل ان ازمات اخرى هي الأخطر بلا شك ستحل، اذا لم نستوعب هذه المرحلة جيدا، المرحلة التي لا تؤمن بانصاف الحلول، بل معالجة كاملة وتخطيط مكشوف وواضح يضع النقاط على الحروف.
والاهم من هذا وذاك ان يستيقظ جيلنا الذي لا يزال بعضه نائما على احلام الطفرة والشعوب الغنية والمستهلكة فقط.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved