* بغداد -د. حميد عبدالله -الوكالات :
قُبض على عزة ابراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، واهم المطلوبين من رجال النظام السابق، وذلك في احدى ضواحي تكريت حسبما صرح به مسؤول بوزارة الدفاع العراقية امس الاحد.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان (عزة ابراهيم الدوري اعتقل في احدى ضواحي تكريت).
من جهة اخرى اعلن المتحدث باسم الوزارة العقيد عدنان عبدالرحمن ان (عناصر من الحرس الوطني اعتقلوا عزة ابراهيم في منطقة تكريت) على بعد 175 كلم شمال بغداد.
واضاف هذا الضابط (كان في احد المستشفيات لتلقي العلاج بسبب معاناته من سرطان الدم).
كما اضاف العقيد ان صحة عزة ابراهيم الدوري -الذراع اليمنى للرئيس العراقي المخلوع- (سيئة جدا)، واشار الى انه (على قيد الحياة لكن صحته سيئة جدا).
واضاف (تجري وزارة الدفاع فحوصات بالتنسيق مع وزارة الصحة بينها فحص للحمض النووي الريبي)، معلنا انه سيتم اصدار بيان بالنتائج.وقال المتحدث ان عزة ابراهيم (62 عاما) مصاب باللوكيميا و(هو بايدي الحرس الوطني).
وعن ظروف توقيفه قال (علمنا ان عزة ابراهيم كان في منطقة الدور ثم عرفنا ان عليه تغيير دمه بسبب اصابته باللوكيميا).وتابع (عندما اردنا تفتيش المبنى حاول 150من انصاره انقاذه والدفاع عنه ووقعت مواجهات مع الحرس الوطني مدعومين بطوافات ودبابات مما ادى الى مقتل 70 من مرافقيه واعتقال 80 آخرين).
كما صرح وائل عبداللطيف -وزير الدولة العراقي لشؤون الاقاليم- في لقاء مع قناة العربية إن الوضع الصحي للدوري (سيئ جدا) وانه جرت عمليات للتأكد من هويته، (ونحن الان بانتظار نتائج الفحص للتأكد من شخصيته).
وقال عبد اللطيف في تصريحات لرويترز: إن القوات الأمريكية والعراقية ألقت القبض امس على رجل تثق الحكومة العراقية بنسبة 75 إلى 90 في المائة في أنه الدوري أحد أبرز مساعدي الرئيس السابق صدام حسين، وقتلت 70 من أنصاره خلال معركة دارت في تكريت.وقال عبداللطيف إن الرجل الذي قبض عليه يعاني من سرطان الدم (لوكيميا) وصحته متدهورة.وأضاف أن القوات الأمريكية والعراقية اعتقلت 80 آخرين من انصاره خلال المعركة.وردا على سؤال من وكالة فرانس برس قال متحدث باسم فرقة المشاة الأمريكية الاولى التي تتخذ من تكريت مقرا لها (لم نتدخل في هذه العملية ولا نستطيع بالتالي تأكيد وقوعها).
من جهته قال رئيس الحرس الوطني في كركوك (250 كلم شمال بغداد) اللواء انور حمد امين لوكالة فرانس برس انه (تلقى تقريرا من وزارة الدفاع يفيد ان عزة ابراهيم الدوري قد اعتقل مساء السبت خلال عملية قام بها الحرس الوطني في تكريت بدعم من جنود امريكيين ومروحيات عسكرية امريكية). واضاف (ان صحته سيئة للغاية).وافاد مراسل وكالة فرانس برس في تكريت ان الجنود الامريكيين قاموا بحملة مداهمات مساء السبت في منطقة تقع على بعد خمسة كيلومترات شرق تكريت حيث تقيم الزوجة الثالثة للمسؤول العراقي السابق.
ويأتي عزة ابراهيم الدوري في المرتبة السادسة على لائحة الاشخاص الـ55 المطلوبين من قبل القوات الأمريكية في العراق وهو اعلى مسؤول عراقي سابق لا يزال فارا.
وخصصت القوات الأمريكية في نهاية العام 2003 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات تساعد في القاء القبض عليه بعد اتهامه بتنسيق الهجمات ضدها.
والدوري متهم بالمشاركة في حملات القمع ضد المعارضين السابقين للنظام البعثي وكان يعتبر الرجل الثاني في النظام بعد صدام حسين حيث تسلم منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة.ويعتبر الدوري مع نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان الموجود في الاسر وصدام حسين اخر ثلاثة على قيد الحياة شاركوا في الانقلاب الذي اوصل حزب البعث الى السلطة عام 1968. والدوري في الستينات من العمر نحيف وطويل القامة وهو السني الذي ساهم في دفع صدام حسين لانتهاج خط متدين بعد هزيمة 1991 في الكويت.
وفي عام 1988 عندما اُستخدمت الاسلحة الكيميائية ضد مدينة حلبجة العراقية كان الدوري احد اعضاء اللجنة التي كُلفت شؤون شمال البلاد.
وبعد تحرير الكويت عام 1991 اشرف على المحاكم الاستثنائية التي شُكلت لقمع انتفاضة الشيعة في منطقة العمارة (جنوب غرب).
من جهة اخرى اختلفت وجهات نظر العراقيين امس بين متفائل ومتشائم حول تأثير عملية إلقاء القبض على نائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم على الوضع الامني في العراق.في الوقت الذي عبر فيه بعض العراقيين عن تفاؤلهم في ان يؤدي القاء القبض على الدوري الى تضاؤل العمليات التي تشنها مجموعات مسلحة باتت تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الامني في العراق، ابدى البعض الاخر عدم تفاؤل في ان يؤدي ذلك الى استقرار الامن.
وقال منور عبد الاله وهو موظف حكومي عمره 44 عاما (بالتأكيد ان القاء القبض على الدوري سيقلل من العمليات المسلحة التي باتت تشكل تهديدا مباشرا لامن المواطن العادي).واضاف (ان رموز النظام القديم الذين لم يُلقَ القبض عليهم يساعدون بشكل او بآخر بدعم العمليات المسلحة من خلال الدعم المادي او غير المادي الذي يقدمونه، وسقوطهم سيساعد على استقرار الوضع الامني).وقال زكي محمد عبد القادر ويعمل في التجارة وعمره 53 عاما (لا اعتقد ان الامور ستهدأ؛ لاننا كلنا نعلم ان شخصية الدوري ليست مؤهلة لأن تلعب مثل هذا الدور اي قيادة عمليات مقاومة).واضاف ان الجميع اعتقد عندما القي القبض على صدام ان اعمال المقاومة ستنتهي (لكن ما حدث هو العكس فاعمال المقاومة زادت حدة وشراسة وهذا ما يثبت ان هؤلاء الاشخاص ليسوا المحركين الحقيقيين للمقاومة).وقالت فردوس احمد وهي موظفة حكومية ان اعمال المقاومة لن تتأثر بالقاء القبض على الدوري (والعمليات المسلحة لن تتوقف لان من يقف وراءها هم اشخاص خارجيون جاءوا من خارج الحدود وهؤلاء لا يحركهم الدوري).واضافت انه حتى لو فرض ان الدوري كان يوفر الدعم المادي لهم فهذه ايضا ليست بمشكلة (فهناك جهات خارجية اخرى على استعداد لتوفير كل اشكال الدعم لهؤلاء الاشخاص لان هذه الجهات لها مصلحة مباشرة باستمرار الوضع العراقي على ما هو عليه وهذه الجهات لا يهمها مصير الشعب العراق او الوضع الداخلي العراقي).
وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية امس إن قوات الحرس الوطني تساندها عناصر من القوات الامريكية ألقت القبض على الدوري نائب الرئيس العراقي السابق في شمال البلاد.وكان الدوري الرجل الثاني بعد صدام في مجلس قيادة الثورة العراقي وشغل منصبا كبيرا في لجنة حكومية مسؤولة عن شمال العراق عندما استخدمت أسلحة كيماوية ضد بلدة حلبجة عام 1988 مما أسفر عن مقتل الاف الأكراد.
والدوري هو سادس المطلوبين في القائمة الأمريكية التي تتضمن 55 اسما لأبرز المطلوبين من نظام صدام المخلوع. ومن بين الخمسة الأوائل في القائمة صدام وابناه عدي وقصي وعلي حسن المجيد الذين اما اعتقلوا أو قتلوا.
|