* بغداد -د. حميد عبدالله -الوكالات :
تضاربت الأنباء أمس الأحد حول اعتقال الرجل الثاني في النظام العراقي المخلوع عزة إبراهيم الدوري..فبعد ان قدم الحرس الوطني العراقي تفاصيل مستفيضة عن اعتقاله (للدوري) في تكريت بعد معركة سقط خلالها 70 من أنصاره الذين حاولوا الدفاع عنه.. عادت السلطات العراقية بعد ساعات قليلة وتراجعت نافية النبأ وسط لغط كبير اكتنف هذه المسألة.
واعلن العميد احمد خلف سلمان قائد سلاح الحرس الوطني في المنطقة الوسطى للعراق لوكالة فرانس برس ان (قواتنا لم تشارك في اي عملية ولم تعتقل عزة إبراهيم وليس لدينا اي معلومات حول هذا الموضوع).
واضاف (لم تشارك اي فرقة او وحدة من الحرس الوطني في هذا الامر).
وكان قائد الحرس الوطني في تكريت العقيد عبدالله الجبوري اعلن بفخر قبل ساعات اعتقال عزة إبراهيم.
وقال العقيد الجبوري (تلقينا معلومات حول عزمه (عزة إبراهيم) القدوم الى مستشفى في الدور فحاصرنا القطاع والقينا القبض عليه لدى خروجه من المستشفى). واضاف هذا الضابط (لدى قيامنا باعتقاله قام المئات من انصاره بالدفاع عنه فحصلت معارك وقدمت لنا القوات الاميركية المساعدة وبات عزة إبراهيم حاليا بأيدينا وايدي القوة المتعددة الجنسيات).
كما اعلن العقيد عدنان عبد الرحمن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان الدوري (اعتقل على ايدي الحرس الوطني العراقي في منطقة بين الدور وتكريت، وكان في عيادة يخضع لعملية نقل دم بسبب اصابته بسرطان الدم) مضيفا ان (العديد من انصاره كانوا الى جانبه وحاولوا الدفاع عنه).
واضاف العقيد عبد الرحمن (ولما حاولنا تفتيش المكان حاول نحو 150 من انصاره التدخل لحمايته وحصلت مواجهات فتمكنت قوات الحرس الوطني بدعم من المروحيات والدبابات الاميركية من قتل سبعين من انصاره واعتقال ثمانين آخرين).
كما نفى الجيش الامريكي أمس الاحد ما أعلنته الحكومة العراقية بشأن اعتقال عزة إبراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عملية أمريكية عراقية. ومما زاد لغط الحديث حول الحدث أعلن مكتب رئيس وزراء الحكومة الموقتة في العراق اياد علاوي مساء أمس الاحد ان شخصا اعتقل شمال بغداد وان فحوصا عبر الحمض الريبي النووي تجرى للتأكد ما اذا كان بالفعل الرجل الثاني في النظام المخلوع عزة إبراهيم.
وقال المتحدث باسم علاوي طه حسين لوكالة فرانس برس (نعم ان قوات الأمن العراقية اعتقلت شخصا قد يكون هو، انهم ينتظرون نتيجة فحص الحمض الريبي النووي ولا شيء اكيدا حتى الآن).
ميدانيا وفي الجانب الأمريكي قتل جنديان اميركيان واصيب16 آخرون بجروح مساء أمس الاحد اثر سقوط قذائف هاون في شمال بغداد حسبما أعلن الجيش الاميركي في بيان مؤكداً أن من بين الجرحى جنديا في حال خطرة.ويأتي عزة ابراهيم الدوري في المرتبة السادسة على لائحة الاشخاص الـ55 المطلوبين من قبل القوات الأمريكية في العراق وهو اعلى مسؤول عراقي سابق لا يزال فارا.وخصصت القوات الأمريكية في نهاية العام 2003 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات تساعد في القاء القبض عليه بعد اتهامه بتنسيق الهجمات ضدها.
والدوري متهم بالمشاركة في حملات القمع ضد المعارضين السابقين للنظام البعثي وكان يعتبر الرجل الثاني في النظام بعد صدام حسين حيث تسلم منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة.ويعتبر الدوري مع نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان الموجود في الاسر وصدام حسين اخر ثلاثة على قيد الحياة شاركوا في الانقلاب الذي اوصل حزب البعث الى السلطة عام 1968. والدوري في الستينات من العمر نحيف وطويل القامة وهو السني الذي ساهم في دفع صدام حسين لانتهاج خط متدين بعد هزيمة 1991 في الكويت.
وفي عام 1988 عندما اُستخدمت الاسلحة الكيميائية ضد مدينة حلبجة العراقية كان الدوري احد اعضاء اللجنة التي كُلفت شؤون شمال البلاد.
وبعد تحرير الكويت عام 1991 اشرف على المحاكم الاستثنائية التي شُكلت لقمع انتفاضة الشيعة في منطقة العمارة (جنوب غرب).
من جهة اخرى اختلفت وجهات نظر العراقيين امس بين متفائل ومتشائم حول تأثير عملية إلقاء القبض على نائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم على الوضع الامني في العراق.في الوقت الذي عبر فيه بعض العراقيين عن تفاؤلهم في ان يؤدي القاء القبض على الدوري الى تضاؤل العمليات التي تشنها مجموعات مسلحة باتت تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الامني في العراق، ابدى البعض الاخر عدم تفاؤل في ان يؤدي ذلك الى استقرار الامن.
وقال منور عبد الاله وهو موظف حكومي عمره 44 عاما (بالتأكيد ان القاء القبض على الدوري سيقلل من العمليات المسلحة التي باتت تشكل تهديدا مباشرا لامن المواطن العادي).واضاف (ان رموز النظام القديم الذين لم يُلقَ القبض عليهم يساعدون بشكل او بآخر بدعم العمليات المسلحة من خلال الدعم المادي او غير المادي الذي يقدمونه، وسقوطهم سيساعد على استقرار الوضع الامني).وقال زكي محمد عبد القادر ويعمل في التجارة وعمره 53 عاما (لا اعتقد ان الامور ستهدأ؛ لاننا كلنا نعلم ان شخصية الدوري ليست مؤهلة لأن تلعب مثل هذا الدور اي قيادة عمليات مقاومة).واضاف ان الجميع اعتقد عندما القي القبض على صدام ان اعمال المقاومة ستنتهي (لكن ما حدث هو العكس فاعمال المقاومة زادت حدة وشراسة وهذا ما يثبت ان هؤلاء الاشخاص ليسوا المحركين الحقيقيين للمقاومة).وقالت فردوس احمد وهي موظفة حكومية ان اعمال المقاومة لن تتأثر بالقاء القبض على الدوري (والعمليات المسلحة لن تتوقف لان من يقف وراءها هم اشخاص خارجيون جاءوا من خارج الحدود وهؤلاء لا يحركهم الدوري).واضافت انه حتى لو فرض ان الدوري كان يوفر الدعم المادي لهم فهذه ايضا ليست بمشكلة (فهناك جهات خارجية اخرى على استعداد لتوفير كل اشكال الدعم لهؤلاء الاشخاص لان هذه الجهات لها مصلحة مباشرة باستمرار الوضع العراقي على ما هو عليه وهذه الجهات لا يهمها مصير الشعب العراق او الوضع الداخلي العراقي).
وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية امس إن قوات الحرس الوطني تساندها عناصر من القوات الامريكية ألقت القبض على الدوري نائب الرئيس العراقي السابق في شمال البلاد.وكان الدوري الرجل الثاني بعد صدام في مجلس قيادة الثورة العراقي وشغل منصبا كبيرا في لجنة حكومية مسؤولة عن شمال العراق عندما استخدمت أسلحة كيماوية ضد بلدة حلبجة عام 1988 مما أسفر عن مقتل الاف الأكراد.
والدوري هو سادس المطلوبين في القائمة الأمريكية التي تتضمن 55 اسما لأبرز المطلوبين من نظام صدام المخلوع. ومن بين الخمسة الأوائل في القائمة صدام وابناه عدي وقصي وعلي حسن المجيد الذين اما اعتقلوا أو قتلوا.
|