* بغداد - أ.ف.ب:
ولد عزة ابراهيم الذي كان يحتل ثاني منصب في البلاد بعد صدام حسين وهو نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عام 1942 في مدينة الدور التي ينسب اليها قرب تكريت معقل صدام حسين في الشمال.
ويعتبر عزة ابراهيم الذي احتل ثاني اكبر رتبة عسكرية في البلاد بعد الرئيس السابق نفسه، رغم انه لا يملك اي ثقافة عسكرية او عامة، بين القلة التي لم تطلها حملات التطهير الدورية التي كان النظام السابق يقوم بها بين كبار القادة والحزبيين.لم يكن الرجل بشاربه الاشقر المميز وحدته كما يراه الكثير من المحللين من ذوي الطموحات الكبيرة، ولعل ذلك هو الذي ضمن له مكانا مميزا مع صدام حسين، اضافة الى ان الرئيس السابق كان يوكل اليه اعمالا لا يريد ان تنسب الى الرئيس نفسه، وان لم يتنصل منها.قريب من الاصولية السنية التي اقام معها علاقات طيبة في ظل النظام السابق، وكان احد كبار ممولي المؤسسات الدينية السنية، ويعتبر انه كان وراء (التحول الديني) الذي طرأ على صدام حسين بعد 1991.كما كان المبعوث الشخصي وممثل العراق في كل المؤتمرات الاسلامية والعربية طوال حقبة التسعينات وحتى سقوط النظام؛ لان صدام حسين لم يعد يغادر البلاد بعد حرب الخليج الثانية.
وقد برز في هذه المؤتمرات بتصريحاته المتسرعة والمتهورة، حيث لم يكن يتورع عن استخدام اقذع الالفاظ فيما يكيله من شتائم لخصومه.
واشتهر عزة ابراهيم بانه يملك القدرة على الابتسام.. وايضا على البطش دون رحمة.وخلال القمة الاسلامية التي عقدت في الدوحة 2003 لم يتردد في التوجه بالشتيمة الى رئيس الوفد الكويتي الشيخ محمد الصباح واصفا اياه (بالقرد) و (الخادم)، بعد ان دعا هذا الاخير الى رحيل صدام حسين.وقبل ذلك في قمة بيروت عام 2002 سعى عزة ابراهيم الى كسر العزلة المحيطة بالعراق عندما قام بمصافحة وزير كويتي وعانق ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز.
وهو نفسه الذي استقبل عام 2002 في بغداد المعارضين العراقيين في المنفى واعدا بالصفح عنهم جميعا، وهو امر كان يتناقض تماما مع طبيعته الميالة الى البطش.عام 1988 كان عزة ابراهيم احد اعضاء اللجنة التي اوكل اليها امر الشمال الكردي عندما استخدمت الاسلحة الكيميائية ضد الاكراد في حلبجة واوقعت اكثر من خمسمائة ألف قتيل.
ولم يكن يداري ابدا مشاعره حيال الاكراد حتى في اوج الازمة 1991 عندما حذر الاكراد قائلا: (اذا نسيتم حلبجة فاننا مستعدون لتكرارها).بعد تحرير الكويت نهاية شباط-فبراير 1991 تولى الاشراف على المحاكم التي أوكل اليها قمع الانتفاضة الشيعية في منطقة العمارة في جنوب العراق. وفي عام 1998 نجا من محاولة اغتيال في مدينة كربلاء. عام 1999 وفيما كان يخضع للعلاج من سرطان الدم في فيينا صدرت مذكرة توقيف بحقه استطاع تفاديها في اللحظة الاخيرة.وبعد سقوط النظام في نيسان-ابريل 2003 لاحقه الامريكيون واعتقلوا العام الماضي احدى زوجاته الاربع في مدينة سامراء، كما اعتقلوا احدى بناته. وقد القي القبض عليه في احدى العيادات الطبية قرب الدور مسقط رأسه، فيما كان يخضع لعملية نقل دم بسبب إصابته باللوكيميا او سرطان الدم.
|