* نيودلهي
من سايمون دناير - رويترز:
ظهرت دلائل خلاف بين الهند وباكستان بينما كان وزيرا خارجية البلدين يستعدان للاجتماع أمس الأحد لاستعراض ما تم إحرازه خلال عملية السلام التي تعثرت في الآونة الأخيرة بسبب كشمير.
ويشكو رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ من أن باكستان لم تف بوعدها بمنع مقاتلي كشمير من التسلل إلى الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير وبإزالة ما قال إنه معسكرات تدريب للمقاتلين على أراضيها.
أما باكستان فتخشى أن تكون الهند التي تسيطر على قلب منطقة كشمير غير مستعدة لدخول حوار جاد حول المنطقة، لكن مساعي إسلام آباد للإسراع بإحداث تقدم في المحادثات أثار رد فعل غاضباً من الهند.
وقال وزير الشؤون الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري قبل قليل من مغادرته إسلام آباد لحضور محادثات أمس الأحد: لدينا القدرة على حل هذا الأمر، أهم ما نحتاج إليه هو الشجاعة والجرأة. وأضاف حان الوقت لأن نرفض الدخول في دورات الصعود والهبوط، دورات الحوار والصراع، حان الوقت لأن نضع الأمور في نصابها.
وقال لا يساورني شك في أن اتخاذ قرار بشأن قضية كشمير سيدفع القضايا الأخرى في طريق الحل السريع.
وأضاف أنه يريد أن يرى أهل كشمير يشاركون في الحوار، لكن تصريحات قصوري سرعان ما وجدت رداً غاضباً من المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية نافتيج سارنا.
وقال سارنا للصحفيين في ساعة متأخرة يوم السبت: هناك شعور كبير بالإحباط هنا اليوم إزاء التصريح المحدود الرؤية الذي أدلى به وزير الشؤون الخارجية الباكستاني بشأن العلاقات الهندية الباكستانية قبل مغادرته إسلام آباد.
وأضاف هذا لا يتماشى مع الروح التي أجرينا بها الحوار الشامل حتى الآن، كما أنه ينتهك الدعوة التي وجهتها باكستان نفسها إلى كبح جماح الهجمات الكلامية.
وفي يناير - كانون الثاني شرع البلدان اللذان كادت أن تنشب بينهما حرب عام 2002 في عملية سلام بعزيمة جديدة، لكن قدراً من ذلك الأمل تبدد في الأشهر الأخيرة مع تحدث الجانبين علناً عن خلافاتهما المستمرة منذ عقود على منطقة كشمير.
وقال سينغ في مؤتمر صحفي في ساعة متأخرة يوم السبت بمناسبة مرور 100 يوم على توليه رئاسة الوزراء: لسنا خائفين من مناقشة جامو وكشمير لكننا لا نؤيِّد القول إن هذه هي القضية الوحيدة المؤثِّرة على بلدينا.
وأضاف أعتقد أننا سنحرز تقدماً في معالجة القضايا المعقدة، لكن التقدم يجب أن يحدث خطوة خطوة. وتابع قائلاً إن حكومته كانت تتوقع أن تبذل باكستان (جهداً خالصاً) لمواجهة مقاتلي كشمير وتنفذ ما قطعته على نفسها في يناير الماضي.
وقال وكيلا وزارتي خارجية البلدين إنهما اتفقا على توسيع وتعميق عملية السلام بعد محادثات أجرياها يوم السبت تمهيداً لمحادثات وزيري الخارجية التي تستغرق يومين.
وبينما تحاول نيودلهي الحد من التوقعات بتحقيق انفراجة واسعة تصر باكستان على أن الجانبين يسعيان لنتيجة سريعة بشأن كشمير، وعلى مدى الشهرين الماضيين أجرى مسؤولون من الجانبين محادثات بشأن مجموعة من نقاط الخلاف، ويقول المسؤولون الهنود إنهم قدَّموا 72 اقتراحاً لباكستان لإجراءات بناء الثقة.
وتهدف بعض هذه المقترحات لجعل التعامل عبر خط الهدنة في كشمير والمعروف باسم خط السيطرة (أيسر) من خلال السماح لسكان كشمير بالعبور بسهولة أكبر وبلقاء ذويهم على الشطر الآخر من المنطقة.
|