في مثل هذا اليوم من عام 1781 بدأت معركة رأس فيرجينيا البحرية في أمريكا الشمالية بين فرنسا وبريطانيا والتي انتهت بهزيمة الإنجليز، استمرت المعركة حتى التاسع من سبتمبر، وكانت هزيمة الأسطول الإنجليزي نقطة البداية الحقيقية للاستقلال الأمريكي عن بريطانيا. كانت فرنسا قد قررت الدخول في حرب مع بريطانيا لمساندة الثورة الأمريكية التي انتهت باستقلال الولايات المتحدة عن التاج البريطاني، شارك في هذه المعركة 24 سفينة فرنسية بقيادة الأدميرال دي جراس ضد 19 سفينة بريطانية تحت قيادة الأدميرال جريفس. وهذه المعركة تعرف باسم معركة رأس فيرجينيا الثانية حيث سبقتها مواجهة مماثلة في السادس عشر من مارس عام 1781 عندما اشتبكت القوات الفرنسية بقيادة ديستوشي مع القوات البريطانية بقيادة أربوثنوت واستمرت هذه المعركة لمدة ساعة واحدة فقط توقف بعدها إطلاق النار بين الجانبين. وكانت معركة الخامس من سبتمبر نقطة تحول مهمة في الثورة الأمريكية حيث أدت هزيمة بريطانيا في هذه المعركة إلى قطع خطوط الاتصال بين القوات البريطانية على الأراضي الأمريكية في يورك تاون وبين بريطانيا أو المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية، وساعد ذلك قوات الثورة الأمريكية على زيادة الضغط على البريطانيين وصولا إلى تحقيق الاستقلال.
وكان القرن الثامن عشر قد شهد اشتداد المنافسة بين فرنسا وبريطانيا من أجل الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المستعمرات سواء في العالم الجديد أي الأمريكيتين أو في العالم القديم أي في جنوب شرق آسيا مع تراجع نفوذ الامبراطوريتين البرتغالية والإسبانية اللتين استهلتا عصر الاكتشافات الجغرافية الأوروبية والاستعمار، وفي هذه الأجواء كانت المساندة الفرنسية للثورة الأمريكية ضربة قوية للنفوذ البريطاني في أمريكا الشمالية.
|