في مثل هذا اليوم من عام 1975م أذاع راديو أم درمان أن الجيش السوداني أحبط محاولة انقلاب ضد الرئيس السوداني جعفر نميري وهدد باتخاذ اجراءات صارمة ضد كل أساليب الفساد الشيوعي..
وأذاع اللواء بشير محمد علي قائد القوات المسلحة السودانية بياناً قال فيه ان قواته احبطت المؤامرة ضد نميري في ساعتين فقط واعادت السلطة كاملة الى الحكومة التي تولت حكم السودان منذ مايو 1969م.
وقال بشير ان ما قامت به القوات السودانية هو اجراء ثوري حقيقي وان القوات المسلحة السودانية سوف تدمر كل معارضة وتسحق كل الفساد الشيوعي والطائفي .
وقد أدلى الرئيس السوداني جعفر نميري بتصريح في الخرطوم قال فيه ان مدبري محاولة الانقلاب كانوا يريدون قتله مما يترتب عليه بالتالي سقوط حكمه. ووصف الرئيس نميري هذه المحاولة بأنها حادثة بسيطة غير ذي بال في مسيرة الثورة الا انها تضيف من الظروف ومن العبر ما هو جدير بالوقوف عنده.
هذا وقد أعلن اللواء الباقر النائب الأول لرئيس الجمهورية السوداني بعد ذلك انه تم اخراس صوت الخائن الذي قام بالانقلاب الى الأبد جزاء لما سولت له نفسه من خيانة في حق الوطن وقواته المسلحة.. ولكن يبدو ان بعض الثوار تمكنوا من الفرار إذ ان الرئيس السوداني جعفر نميري أذاع بياناً يناشد فيه البحث عن أعداء الوحدة القومية وتسليمهم الى أقرب محطة بوليس.
واتهم المتآمرين بانهم من الخارج ولكن لم يفصل.
وهذه ثاني محاولة انقلاب ضد جعفر نميري فقد تولى السلطة في مايو 1969م فقد حاول ضباط من الجيش يساندهم الحزب الشيوعي السوداني الاستيلاء على السلطة في يوليه 1972م ولكن استطاع القضاء عليهم بعد ثلاثة ايام.
وقال راديو ام درمان ان المتآمرين هذه المرة كانوا يضمون ضباطاً من الجيش من الرتب الصغيرة والشيوعيين وبعض العناصر المتطرفة في السودان وفي الدول العربية الأخرى.
|