العلاج الطبيعي
بدأ العالم يتجه بكثرة الى العلاج بالوسائل الطبيعية والتأهيلية في العديد من النواحي الطبية بعدما ظهرت الآثار الجانبية لبعض الادوية الكيميائية وما ينتج عنها من مشاكل جراء العمليات المختلفة، كما أن كثيرا من أمراض العصر ساهمت أيضا الى حد كبير في زيادة اقبال المرضى على عيادات العلاج الطبيعي على اختلافها، ولا يقتصر دور العلاج الطبيعي في تأهيل الاصابات بأنواعها المختلفة فقط بل فرض نفسه على الجميع واصبحت عيادات العلاج الطبيعي قابلة لتأهيل المصابين باختلاف إصاباتهم، ولا أحد يشكك بأهمية ودور العلاج الطبيعي لعلاج الكثير من الأمراض لأنه لايتم فيه التدخل الجراحي أوإعطاء أي ادوية وغير ذلك، ويعزو الكثيرون اسباب توجههم لعيادات العلاج الطبيعي بسبب أن بعضهم نصحهم أطباؤهم أنهم لن يستفيدوا من العلاج بالإدوية أوالجراحة ويجب عليهم التوجه لاستكمال علاجهم بواسطة العلاج الطبيعي، وهذا ما دعا العيادات الخاصة بالعلاج الطبيعي لأن تنتشر، ونرى الآن الكثيرين ممن سافروا لتلقي العلاج الطبيعي سواء في جمهورية التشيك أوسلوفاكيا أوبعض بلدان العالم التي تشتهر في العلاج الطببيعي، ومن هذا المنطلق فإننا هنا نسلط الضوء على الخدمات العلاجية التي يقدمها المركز فيما يتعلق بالعلاج الطبيعي. ومن خلال هذه الصفحة التقينا بعدد من الأطباء في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي ليحدثونا عن العلاج الطبيعي وأهميته في علاج الكثير من الأمراض:
المعالجة الطبيعية
دكتورصديقي هل لكم أن تحدثونا عن العلاج الطبيعي، وما هي الحالات التي يمكن أن تعالج من خلاله ؟
ان العلاج الطبيعي يعتبر من العلوم الطبية الجديدة على مجتمعنا ويجهل الكثير من الناس الدور الحقيقي لهذه المهنة التي تتعامل بشكل مباشر وغير مباشر مع المريض لتقديم العلاج المناسب له بوسائل طبيعية بحتة، والعلاج الطبيعي يعد نوعاً من أنواع التخصصات الطبية التي تستخدم فيه وسائل الطبيعة في العلاج دون اللجوء الى استخدام الجراحة او الادوية الكيميائية. ومن هذه الوسائل التسخين الحراري والموجات فوق الصوتية والليزر والتنبيه الكهربائي والعلاج المائي اضافة الى التمرينات العلاجية والتي لها دور كبير في تأهيل اصابات الرياضيين وغيرهم. وأود أن أوضح أن العلاج الطبيعي يجب ان ينتشر بين الناس عبر التوعية والتثقيف الصحي لأن الذين يعانون من امراض العظام المزمنة مثل التهابات المفاصل والروماتيزم وخشونة فقرات الرقبة والظهر والانزالاق الغضروفي يتحتم عليهم وضعهم الصحي الابتعاد عن الآثار الجانبية الضارة التي تنتج عن الادوية المسكنة والمضادات للالتهابات التي قد تتسبب في امراض في الجهاز الهضمي والكبد والكلى، وهي في الحقيقة لا تفيد المريض بل إنها تعمل على تسكين الألم مؤقتاً.
تأهيل تقويم العظام
من هم الفئة التي يخدمهم البرنامج التأهيلي لتقويم العظام ؟
يخدم البرنامج التأهيلي لتقويم العظام الأشخاص الذين لديهم مشاكل عضلية حركية ناتجة عن مرض أو إصابة ومرضى الأطراف المبتورة، والتهاب المفاصل، وجراحات الحبل الشوكي، والمفاصل التعويضية، والكسور إلى جانب حالات أخرى من تقويم العظام.
يستفيد البرنامج من أساليب وأنظمة مدروسة جيدا لإعادة تأهيل عدد من حالات ما بعد الجراحة مثل جراحة الورك والركب التعويضية.
كما يتوجه البرنامج إلى حاجات المرضى ممن تعرضوا إلى إصابات كبيرة ومتعددة وتتطلب حالاتهم إعادة تأهيل من خلال التدريبات والتمارين، والتأهيل الجيد يمكن ويساعد المصاب للعودة إلى نمط حياته الطبيعية وإعادة الإندماج في المجتمع وتعزيز القدرات الوظيفية له للاعتماد على نفسه.
برامج مختلفة للتأهيل
السيدة باولا آدمز مديرة قسم التأهيل بمدينة سلطان بن عبد العزيز الانسانية والمشرفة على قسم العلاج الطبيعي في مركز االدكتور سليمان الحبيب الطبي هل لك أن تحدثينا عن برامج التأهيل ؟
لدينا العديد من البرامج المتخصصة بالتأهيل مثل: برنامج التأهيل بعد الإصابة الدماغية، وهذا البرنامج يساعد برنامج إعادة التأهيل بعد الإصابة الدماغية على استعادة أو تعويض أكبر عدد ممكن من قدرات دماغ المصاب، لتمكنه من مزاولة مهامه في المنزل والمجتمع بشكل آمن. وتساهم نتائج تحليل فريق البرنامج في تقديم تقييم مبدئي يحدد مستوى التحسن الفردي، والأهداف المناسبة التي توجه التدخلات العلاجية.
إن العلاج المنظم والمنسق، والتثقيف العائلي إلى جانب التدريب لإعادة الانخراط بالمجتمع، والإرشاد المهني جميعها عناصر مكملة للبرنامج، ومن أجل وصول المصابين دماغيا إلى أفضل المستويات وظيفيا ونفسيا واجتماعيا، كما إن هناك العديد من البرامج التي نقدمها مثل: برنامج إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية، تأهيل إصابات الحبل الشوكي، برنامج ذوي الأطراف المبتورة، برنامج الأطفال والتدخل المبكر، برنامج صحة المرأة، البرنامج التأهيلي لتقويم العظام.
السكتة الدماغية
ماذا عن برنامج تأهيل إصابات السكتة الدماغية ؟
إن تأهيل السكتة الدماغية أو(الجلطة الدماغية) هي عملية تعليم وتدريب استردادية تهدف إلى الإسراع والزيادة في نسبة شفاء مريض السكتة الدماغية. يركز العلاج على التقليل من الإعاقات التي قد تسببها الجلطة، حيث أن برنامج تأهيل إصابات السكتة الدماغية يقوم بتهيئة المرضى الناجين من السكتة لإعادة انخراطهم في البيئة المنزلية والحياة الاجتماعية، ومهمة برنامج السكتة الدماغية هو الرقي بالحالة الصحية جسديا للمريض الذي نجا من السكتة، وإصلاح الوضع النفسي والاجتماعي ليرتقي إلى مستوى أفضل، وقد وضع برنامج تأهيل السكتة الدماغية لتلبية احتياجات المصابين بالسكتة من جميع الأعمار، ويتيح هذا البرنامج الخدمة بالعيادات الخارجية وبقسم التنويم.
حيث تتعامل البرامج العلاجية الفردية والجماعية مع الاعاقات ونواحي القصور التي تسببها السكتة الدماغية مثل: الشلل الجزئي للرجل أو للذراع، مشاكل الذاكرة، فقد النطق، مشاكل البلع، مشاكل الإدراك أو البصر، فقدان التحكم بالبول أو البراز، صعوبات المشي، صعوبة في العناية الشخصية، كما أن الفريق الطبي الذي يقوم على تنفيذ هذا البرنامج لديه الخبرة والمهارة في التعامل مع المضاعفات التي قد تظهر من الأمراض السابقة للسكتة الدماغية مثل مرض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، كما تشمل خدمات التأهيل تقديم جانب كبير من برنامج تأهيل السكتة الدماغية للمرضى، وأفراد الأسرة، والمرافقين، وفريق التأهيل وذلك تعهدا منها بمساعدة المرضى وأسرهم وتعليمهم التعامل مع السكتة وما ينتج عنها.
معالم بارزة
ماذا عن المعالم البارزة لبرنامج تأهيل السكتة الدماغية، وكيف يتم دمج الفرد المصاب بالمجتمع ؟
من خلال برنامج تأهيل السكتة الدماغية سيتم توفير الفرصة لجميع المرضى المؤهلين لاكتشاف الخدمات الضرورية التي تمكنهم من تحقيق أقصى مستوى مثل:
* الاستقلالية والوصول إلى المستوى الوظيفي المناسب في مجتمعاتهم، والمعيشة الانتقالية تقدم للمرضى في طور المعالجة ومرافقيهم أو أفراد الأسرة بيئة منزلية ملائمة لممارسة مهارات الحياة اليومية وذلك للتأكد من الانتقال الآمن إلى المنزل، وقد يتضمن ذلك برنامج التحكم بالبول والبراز والاستحمام والعناية الشخصية وذلك باستخدام معدات تكييفية، استخدام الكرسي المتحرك أو مهارات المشي في المنزل، والتدريب على مواعيد الأدوية وتجهيز وجبة مناسبة وصحية لمرضى الجلطة.
* برنامج معالجة فقدان النطق يقدم خدماته لأولئك الذين أصيبوا بقصور في النطق ناتج عن السكتة الدماغية أو غيرها من إصابات الدماغ. قد يتضمن البرنامج تعلم الاتصال باستخدام القصص أو لوحة الإشارة أو بعض اعدادات الكمبيوتر الخاصة لتلبية حاجات المريض.
* برنامج الفهم والإدراك وضع للمرضى الذين يعانون من صعوبة في التذكر والقدرة على حل المشاكل.
ويوجه البرنامج للاهتمام بالمشاكل المتعلقة بمهارات الذاكرة والأمور المهنية، واللياقة والعلاج النفسي الاجتماعي والعودة للاندماج في المجتمع.
مبتوري الأطراف
هل لك أن تحدثينا عن كيفية تأهيل مبتوري الأطراف، وما دور فنيي العلاج في ذلك؟
إن فقدان أحد الأطراف يعتبر تجربة مؤلمة، لكن التأهيل الجيد يمكنه أن يساعد المصاب على العودة إلى نمط حياة طبيعية، لذلك يقدم برنامج تأهيل مبتوري الأطراف بمدينة سلطان للخدمات الإنسانية حلولا للمعالجة الشاملة بدءا من فترة ما بعد الجراحة إلى حين تركيب الأطراف الصناعية النهائية، ومن أهداف البرنامج مساعدة المريض الذي بتر له طرف علوي أو سفلي في العودة إلى ممارسة نشاطه بأقصى قدر من الاستقلالية والاعتماد على النفس، إضافة إلى ذلك تقديم خدمات تأهيل عالية الجودة تشمل التقييم والتوعية والعلاج وتركيب الطرف الصناعي وإعادة الاندماج في المجتمع وتعزيز القدرات الوظيفية له، ويقوم على إدارة هذا البرنامج فريق من المهنيين الطبيين يضم التخصصات التالية: أخصائيو علاج طبيعي، ممرضون(ممرضات)، أخصائيو العلاج الوظيفي، فنيو علاج طبيعي، أخصائيو أطراف صناعية، أخصائيو تغذية، ويمكن مشاركة تخصصات أخرى عند الحاجة مثل استشاري مهني أو أخصائي نفسي.
ويعقد الفريق اجتماعات منتظمة لاستعراض تطورات حالة المصاب وأهدافه.
ويشكل المصاب جزءا من الفريق حيث يتم تشجيعه على المشاركة في الأنشطة ومتابعة البرنامج الخاص به.
إصابات الحبل الشوكي
ماذا عن تأهيل إصابات الحبل الشوكي؟
تأهيل إصابات الحبل الشوكي بمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية يركز على تأهيل المرضى المصابين بإعاقة ناتجة عن إصابة في الحبل الشوكي، سواء كانت ناتجة عن إصابات عارضة أو أمراض مزمنة، وبرنامج تأهيل إصابات الحبل الشوكي يعمل على استعادة أقصى قدر ممكن من القدرات الجسمانية ومساعدة المريض وأسرته على التعايش مع الآثار النفسية المصاحبة لتلك الإصابة، وقد يعاني المصاب من الشلل بدرجات متفاوتة تبعا لمستوى إصابة الحبل الشوكي وطبيعة الإصابة وشدتها، ويتلقى كل مريض علاجا حسب خطة مصممة لتلائم احتياجاته الفردية، حيث يقدم البرنامج خدمات الرعاية التي تمثل آخر ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا لمصابي الحبل الشوكي، ويتولى تقديم الرعاية فريق تأهيل ذو مهارة عالية متعدد التخصصات وتشمل الآتي: الخدمات الطبية والتمريضية، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، علاج النطق ومشاكل اللغة، العلاج الترفيهي، العلاج النفسي، التغذية، الأطراف الصناعية، الاستشارة المهنية. ويعمل الفريق العلاجي بتعاون وثيق مع المريض وعائلته لتقديم المساندة والتوجيه، لتمكين المريض من التكيف مع التغيرات الرئيسية في نمط حياته.
العلاج الطبيعي والأمراض
وقد التقينا بالدكتور مفلح الوقاع الذي تحدث عن دور العلاج الطبيعي في التخفيف من الآلام فقال: بما أن أمراض العمود الفقري كثيرة وتتباين بالشيوع، حيث أن آلام الظهر تنتج بسبب للانزلاقات الغضروفية والمعروفة محليا (بالديسك) هي الأكثر شيوعا محليا وعالميا.
وتدل الاحصائيات بأن أكثر من 75% من الناس سيعانون يوما ما من آلام الظهر.
وهناك الكسور التي تصيب العمود الفقري نتيجة للشدة المتأتية من حوادث السير أو السقوط من النخيل والجبال وغيرها من الحوادث.
وكسور الرقبة وبقية الفقرات قد تسبب شلل رباعي أونصفي كامل أوجزئي. وهناك إصابات أقل شيوعا كالالتهابات الجرثومية مثل السل والحمى المالطية وكذلك الأورام التي تصيب العمود الفقري.
دور العلاج الطبيعي
وأضاف الدكتور الوقاع: ودور العلاج الطبيعي يختلف باختلاف المرض أو الإصابة.
فدوره الرئيسي مثلا بعلاج آلام الظهر الناتج عن (الدسك) ينحصر في إعطائه التعاليم اللازمة للعناية بالظهر وباتخاذ منهج رياضي لتقوية عضلات البطن والظهر.
ولا أعتقد بأن هناك منهجاً رياضياً معيناً لعلاج الانزلاق الغضروفي كما يدعي البعض.
حيث أن دور الطبيب والمعالج الطبيعي هو مرحلي وذلك لتخفيف آلام الظهر في المرحلة الحرجة وليس لعلاج (الدسك) كما يظن البعض. وقد تبين لنا بعد مجيء التصوير المغناطيسي بأن عامل الزمن هو الكفيل بعلاج معظم الانزلاقات الغضروفية حيث يستطيع الجسم التخلص أو امتصاص الغضروف المنزلق خلال 6 إلى 18 شهر تقريبا.
ونحتاج للتدخل الجراحي في حالات قليلة جدا.
فعندما تستمر الآلام الشديدة لمدة طويلة أو تحدث مضاعفات عصبية فعند إذ ربما يحتاج المريض للتدخل الجراحي.
وأريد هنا أن أؤكد على ضرورة تقوية عضلات البطن والظهر فهن كالحبال الجانبية للخيمة فبدونهن يميل أو يسقط العمود الرئيسي للخيمة فلذلك يجب تقوية هذه العضلات بالمشي والسباحة والتمارين الخاصة لتقوية هذه العضلات، غير أن دور العلاج الطبيعي في حالة كسور العمود الفقري وحصول الشلل الرباعي أو النصفي الكامل أو الجزئي هو دور كبير، حيث يبدأ دور العلاج الطبيعي من اليوم الأول ولعدة أشهر إن لم أقل لعدة سنين.
يبدأ المعالج الطبيعي بتقييم حالة المريض العصبية وبعدها يبدأ منهجا في التمارين والحركة لتقوية العضلات الضعيفة ولتحريك المفاصل ومنعها من التيبس.
ومراكز التأهيل في كل العالم تقوم على أكتاف المعالج الطبيعي والممرضة والمعالج الوظيفي والطبيب المختص، وفي الختام أحب أن أقول بأن دور المعالج الطبيعي هو مكمل وليس مستقلا عن دور الطبيب المعالج ويجب أن يكون هناك تناغما وتوافقا بينهما لمصلحة المريض.
المشاركون
* الدكتورة باولا آدمز
مديرة قسم التأهيل بمدينة سلطان - المشرفة على قسم العلاج الطبيعي بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي .
* الدكتور فيصل صديقي استشاري طب وجراحة العظام بالمركز
* الدكتور مفلح عمار الوقاع استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بالمركز.
|