* طهران - رويترز:
بعيداً عن جذورها الأصلية بالشوارع الخلفية الضيقة في المدن الأمريكية تحقق موسيقى الراب نجاحاً كبيراً في إيران وتثبت قدرتها على أن تعمل كواجهة للانتقاد الاجتماعي.وأبرز الاصوات الآن في ايران هو المطرب شاكار بينش باجوه مغني الراب البارز الذي ينشد للعاطلين والفقراء والفتيات الايرانيات ذوات الميول الغربية في شريطه الجديد. وهو محاضر جامعي وحاصل على درجة الدكتوراه في التخطيط الحضري وعما قريب سيطرح في الاسواق ترجماته الشعرية لشاعر عالمي شهير حاصل على جائزة نوبل في الآداب.
وقال بينش باجوه في شقته الفاخرة بشمال طهران (اخترت الراب لانني استطيع قول كثير من الاشياء من خلالها وليس لأنني اعيش مثل نجم غنائي).
وقال أيضا إن الأمر استغرق اربعة أعوام كي توافق وزارة الثقافة على ان يطرح ألبومه الغنائي وانها وافقت عليه فقط بعدما حذف ست أغان من بين عشر.
وتابع (المسؤولون الايرانيون رفضوا اعطائي التصريح بسبب لهجتي الناقدة). وفرض المسؤولون حظراً دام عامين على حفلاته منذ 1999 بعدما اقتحم متشددون إحداها في مهرجان للموسيقى في طهران.وبعد الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 حظرت جميع انواع الموسيقى عدا الموسيقى الكلاسيكية والدينية.
وخففت القيود بعد الانتصار الكاسح للرئيس الاصلاحي محمد خاتمي في الانتخابات عام 1997. وتركز أغاني بينش باجوه في شريطه (ايسكيناس) على مأساة الفقر.وايسكيناس تغنى بالفارسية البنكنوت. وتقول ايران ان 17 في المائة من السكان يعيشون في فقر. ويقول المحللون ان النسبة تصل إلى 40 في المائة.وقال المطرب البالغ من العمر 32 عاماً (لا أحد يولد لصاً لكنك لا تستطيع العثور على رغيف خبز ليلا.هل رأيت من قبل طفلك يلتهم قشرة بطيخ من الجوع). ويظهر المطرب على غلاف الألبوم مثل رجل عصابات من شيكاجو يدخن سيجارا عملاقا من ورقة بنكنوت مهترئة من فئة دولار واحد. ويتحدث المطرب الشهير في بعض أغنياته عن كيف أن المال له الكلمة العليا في إيران وأن الذين يملكون الثروة يتمتعون بالسلطة.وهو يسخر أيضا من الفتيات الايرانيات اللواتي يشغلن انفسهن كثيرا باصباغ الزينة. ويقول إن الفتيات الايرانيات سيكن أفضل حالا لو انهن اتبعن التقاليد الفارسية بدلا من التأثر بالتقاليع الغربية. ونشر بينش باجوه كتابين وينتظر نشر ترجمته لاعمال بابلو نيرودا شاعر بيرو الحائز على جائزة نوبل في الأدب.وقال ان الموسيقى يتعين ان تعمل كوسيط لعرض وجهات النظر المتباينة في بلد 70 في المائة من سكانه البالغ تعدادهم 66 مليون نسمة دون 30 عاماً. وقال (أنوي نقد المشكلات الاجتماعية والسياسية بطريقة أكثر حدة في المستقبل). وعاد البرلمان الايراني اإلى سيطرة المحافظين في مايو ايار ولم يضع السياسيون المحافظون وقتاً طويلاً في إجهاض الاصلاحات الليبرالية.تقول فتاة ايرانية كانت تشتري بعض الشرائط الموسيقية من متجر بوسط طهران انها تحب بينش باجوه.
وتقول (أتفق تماما مع ما يتحدث عنه في أغنياته) وخارج المتجر قال صاحبه ان الشريط حقق أعلى المبيعات.
|