كثيرا ما يسأل المرء وماذا بعد؟
كلُّ شيءٍ مؤجّل عنده لقادمٍ يدريه ولا يدريه..
يقرأ, وعندما ينتهي من قراءته، ينتظر وقتاً آخر كي يتمَّ ما يقرأ أو يبدأ في قراءة جديدة.
يأكلُ وبعد أن يفرغ، يكون في مسعى لإعداد وجبةٍ قادمةٍ، ينامُ، ليفيق في انتظار يومٍ آخر، يتحدّث، وهو ينتظر ما الّذي سيحدث بعد قوله،
يكتبُ، وهو يترقّبُ قارئاً يتعالق مع نصِّه، أو عابراً به، أو متحدثاً عنه،
لا يفتح فمه إلاّ وهو ينتظر أذناً تصغي إليه،
ولا يتألم إلا وهو في انتظار من يشعر به،
يبكي وهو في انتظار من يشاركه
يفرحُ فيدعو من ينتظر فرحته معه..
يحزنُ، ويتوقّع من يأتي لمواساته..
الوقت: للانتظار
حتّى الحياة هي امتداد انتظار للموت..
حتى الموت الأصغر النّوم هو انتظار لحياة صحو بعده
الوقتُ للانتظار...
وإنِّي بعد هذا الإفضاء أنتظرُ عفوكم أن تتحملوا (غُثائي) اليومي الذي ينتظر من يقرأه. ويفسح له بمزيد انتظار.
|