Sunday 5th September,200411665العددالأحد 20 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
الدوائر الحكومية والتدخين
عبدالرحمن صالح العشماوي

القرار الرسمي بمنع التدخين قرار حكيم، ومسؤولية تطبيقه تقع على عواتق الجميع من مسؤولين وموظفين وأولياء أمور، ومربِّين، وقد تحقق بصدور هذا القرار خير كثير حيث خلت أجواء المكاتب، والممرات، والمرافق العامة من سحب الدخان الكثيفة بروائحها الخبيثة، وضررها المتحقِّق على الناس، وقد حدث ذلك في كثير من الجهات والدوائر الحكومية، لكن الناس ما يزالون يتحدثون عن اختراق مكشوف لقرار منع التدخين في بعض الإدارات في بعض الدوائر الحكومية، ويتحدثون عن عدم مبالاة المدخنين في تلك الإدارات بما يوجه إليهم من النصيحة، وبما يذكَّرون به من وجوب المحافظة على النظام الذي يمنع التدخين منعاً صريحاً في المكاتب وغيرها من مرافق الدوائر الحكومية، ويؤكد بعض المراجعين لإدارة مالية في جهة حكومية تربوية (نحتفظ باسمها) أن معظم الموظفين في تلك الإدارة يدخنون بصورة معلنة، وبطريقة كثيفة توحي بعدم الاهتمام بصحتهم، وصحة المراجعين، وبعدم الالتفات إلى ضرورة تطبيق النظام، أما عدم الامتناع عن التدخين خوفاً من الله الذي حرَّم الخبائث، فهو سمة بارزة في كل مسلم يجيز لنفسه التدخين مع أن الحكم الشرعيَّ في حرمته واضح لا يشك فيه أحدٌ يعلم أن كلَّ ما يضر بجسم الإنسان وماله وما يؤذي الناس من حوله محرَّم في شرع الله عز وجل.
لماذا لا يكون هنالك التزام بالامتناع عن هذا الداء القاتل انطلاقاً من الالتزام بالامتناع من كل ما يضرُّ الإنسان من لباس وطعام وشراب؟ وانطلاقاً من الحرص على تطبيق الأنظمة الصريحة المتعلقة بهذا الأمر؟
إنَّ ظاهرة انتشار التدخين في صفوف المواطنين رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً تلفت النظر، وتحتاج إلى عمل جادّ للحد من انتشارها بهذه الصورة المؤسفة.
ولعلَّ التدرُّج في متابعة تطبيق نظام منع التدخين تساعد على ما نريد، ولا شك أن منع التدخين بصورة قاطعة في الدوائر الحكومية يعد مرحلة أولى مهمة في مراحل تطبيق النظام، وهي مسؤولية كل من يقوم على إدارة تلك الدوائر أولاً حيث يجب عليهم أن يعنوا بتطبيق قرار منع التدخين في دوائرهم بدون تهاونٍ مع أحدٍ لما في ذلك من المصلحة العامة التي ننادي بها جميعاً.
أما الإدارات التعليمية والتربوية فهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عن المنع القاطع للتدخين في مكاتبها وجميع الجهات التابعة لها من مدارس ومعاهد وكليات؛ لأن الأمر فيها يتعلق بالجانب التربوي للأجيال الملتحقة بتلك الجهات، إنَّ من إخلال المعلم بأمانته التعليمية التربوية أن يدخِّن أمام أحد من طلابه أو أن يتوارى في بعض زوايا المدرسة حين يدخِّن ظاناً أنه بعيد عن أعين طلابه، وحواسِّ الشَّمِّ القويَّة عندهم، بل إن عادة التدخين عند المعلم والمربي أشد قبحاً منها عند غيرهما لما لهما من دور كبير في رسم معالم القدوة للطلاب.
إن شعار (دوائرنا الحكومية بلا تدخين) يجب ان يكون شعاراً محترماً من الجميع بلا استثناء، ولا بد لتطبيق هذا الشعار من عزيمة صادقة لدى جميع الموظفين والمسؤولين على التطبيق، ولو كان ذلك من باب احترام القرار الرسمي الصادر بمنع التدخين فقط، إذا لم يكن المدخِّنون أو بعضهم على قناعة بحرمته لما فيه من الضرر الثابت طبياً، ولما فيه من التبذير المالي والإهدار الاقتصادي، ولما فيه من دعم لشركات التدخين العالمية التي تصبُّ معظم مواردها المالية في ميزانية الدولة الصهيونية في فلسطين، إنها مطالبة من غير المدخنين وهم الشريحة الأكبر في بلادنا بعدم إقحامهم في أجواء التدخين المعتمة.
إشارة:


انظرْ أمامكَ كيْ تحققَ ما ترَى
واربأْ بنفسِكَ أنْ تسيرَ القهقرَى


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved