Sunday 5th September,200411665العددالأحد 20 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

وقفات وقفات
لِمَ تشتكي..؟
سلوى أبو مدين

كثيرا ما يصادف الإنسان وقفات في حياته.. بعضها حلو والكثير منها منغصات، وقد تلون حياته بلون أسود قاتم وأحياناً تكون عقبة ربما يتخطاها بقوة وبعزم وإرادة.!
وذاك هو الإنسان القادر على تخطي الصعاب.. رغم مرارتها وقسوتها وتمضي معه، فهي تأخذ أكثر مما تعطي.. فكل فرد له فلسفته الخاصة في الحياة وعلى العاقل أن يرضى بما قسم له.. والرضا في جميع أحواله، وأن يجعل في حياته وقفات تأمل للتغلب على الصعاب والانتصار عليها، لأن الحياة تمضي، وليس بمقدوره تغيير شيء قد كتبه الله عليه، وينبغي أن يقاوم جميع مخاوفه ومعاناته. بالتفاؤل والابتسامة، وأن يبرمج نمط حياته، والشاعر إيليا أبو ماضي يدعو إلى التمعن في النفس، ففيها الجمال وهو كامن فيها، ومن حرم هذه النعمة فقد حرم السعادة الحقيقية.
فيقول:


أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلاً تر الوجود جميلا

ويحارب الشاعر اليأس ويفلسف تلك الرؤيا حسبما يراها من رؤاه المتفائلة فيدعو المتشائم إلى النظر فيما حباه الله به من نعم لا تحصى فينشد قائلاً:


لم تشتكي وتقول إنك معدم
والأرض ملكك والسما والأنجم
ولك الحقول وزهرها وعبيرها
ونسيمها والبلبل المترنم
هشت لك الدنيا فما لك واجماً؟
وتبسمت فعلام لا تتبسم

إن الشاعر يدعو إلى التفاؤل وأن يطرح المرء الهموم جانباً رغم إدراكه أن الهموم والحزن تعصف بالإنسان، إلا أنه يدعو المتشائم أن يلون حياته القاتمة بأصباغ البهجة والسعادة والمرح.!
إن على الإنسان أن يتسلح بالإيمان والعزيمة القوية، لأن الله خلقه في عراك دائم معها تغلبه تارة ويغلبها أخرى وهي ماضية لأنها لا تتوقف لموت عزيز، أو مرضه.. أو خلال عثرات قد تعتري حياته. فكل إنسان يعيش ظروفه ونفسيته وأوضاعه المختلفة. ثم ما كل شيء يريده يتهيأ بسهولة ويسر.!
إنما نتألم حين لا يتحقق لنا ما نريد، ولكننا نخطئ التقدير حين نأمل أن ننال كل ما نريد. وان نحقق كل حلم. فنصاب بالإحباط عند أول ظرف يعيق تحقيق مآربنا، والإخفاق مر مع علمنا ان (ما كل ما يتمنى المرء يدركه) ، لذلك لا بد من التأمل والتدبر في قول الباري عز وجل {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} وبقدر ما يغمر حياة المرء المكاره والحزن فينبغي عليه أن يزرع الأمل في الغد القريب، ليحيا حياة تغمرها السعادة والأمل، بعيداً عما يكدر صفو أيامه. وليرض بما قسم له، قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
مرفأ
لن نستطعم روعة الربيع حتى نستشعر بحلاوة الخريف تلك هي حياتنا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved