يعيش تعليمنا هذه الأيام مخاض ولادة تعليم ثانوي جديد (ذكر) ، التاريخ المتوقع للولادة هو بداية العام الدراسي القادم. يأتي هذا التجديد في التعليم الثانوي ليجسد الرغبة الجادة لدى القيادة التعليمية في إصلاح التعليم الثانوي. التعليم الثانوي هو عنق الزجاجة في حياة المتعلمين، لذا فسيكون إعداد طلابنا لمواجهة الحياة - وليس للجامعة فقط - هدفا جوهريا لتعليمنا الثانوي القادم. لا نتوقع بالطبع ان يتقن خريج التعليم الثانوي الجديد مهارة بعينها ولكن المأمول أن يكون خامة نافعة مهيأة وقابلة للتدريب في العديد من مجالات الحياة.. سيمضي طلاب الثانوية الجديدة فترة دراسية مشتركة أطول قبل ان يختاروا التركيز على مجموعة المقررات التي تناسب ميولهم وقدراتهم العقلية واهتماماتهم المستقبلية، وسيكون هيكل اليوم الدراسي مميزا بما يجعل الطلاب أكثر انهماكا وتفاعلا مع برنامجهم الدراسي اليومي. نتوقع ان يعالج النظام الجديد حزمة من عللنا التعليمية مثل: تورم درجات الطلاب، والدروس الخصوصية، تسريب الأسئلة، ضعف المهارات الحياتية التطبيقية، وترهل المنهاج المدرسي. تقول نشرة هذا التعليم ان المعدل التراكمي للطالب وآليات التقويم وهيكل اليوم الدراسي والخطة الدراسية هي أهم مركباته الفعالة.
نجاح التعليم الثانوي الجديد سيعتمد على عوامل كثيرة أهمها: توفر الدعم السياسي للمشروع، الوضع التنظيمي للجهة الإدارية المشرفة عليه، إعطاء المشروع الوقت الكافي والعمل على ادماجه في المنظومة التربوية والاجتماعية ومواصلة تهذيب النظام في ضوء نتائج التطبيق من قبل خبراء مؤهلين.
(*) كلية المعلمين بالرياض |