يأتي هذا اللقاء بين المنتخب الأهلي البحريني والمنتخب الأهلي القطري وكلاهما قد خاض تجربة قاسية.. اذ فوجىء المنتخب القطري وفي أولى مبارياته بهزيمة لم يكن يتوقعها أمام منتخب اتحاد الإمارات العربية الذي برز في تلك المباراة واستطاع ان يخطف نتيجتها بهدف يتيم رغم قصر التجربة وقلة الاحتكاك.. لا سيما وهذا المنتخب يدخل مرحلة التنافس في هذه الدورة لأول مرة.. اذ كانت فترة الإعداد وجيزة جداً اذا ما قسناها بفترة الإعداد للمنتخب القطري الذي شارك في العديد من المباريات الدولية.. محاولا بذلك غربلة مقدرة لاعبيه.. ولقد كنا نتوقع أن الدورة ستحمل العديد من المفاجآت.. وكان أهمها واول بوادرها فوز منتخب الأمارات على قطر.. بالرغم من التكافؤ الفردي في مهارات الفريقين الا ان عملية التنسيق لدى فريق الإمارات والاعتماد على التوزيعات المتقنة حققت الفوز بعكس ما حدث للمنتخب القطري.. ولجوئه للاسلوب الفردي..وتعقيد الهجمة.. عوامل هيأت لفريق الإمارات السيطرة على الكرة.. ولولا رعونة مهاجم الإمارات سهيل في التهديف لتحقق أكثر من هدف.. كما أن التركيز عليه واغفال الأجنحة ساعد منطقة قلب الدفاع القطري في خنق معظم الهجمات وهو أقوى خطوط الفريق القطري اطلاقاً.
أما المنتخب البحريني الذي يدخل هذه المباراة وهو الأكثر اصراراً على الفوز بعد هزيمة مني بها أمام المنتخب الكويتي بطل الدورة الأولى بهدفين ضد لا شيء ومع أن كلا المنتخبين قد خاضا غمار العديد من التجارب والإعداد.. وشارك في العديد من الدورات مثل دورة المجموعة الغربية لآسيا وبعض المباريات التجريبية مع الأندية العربية من مصر الا ان استعداد المنتخب الكويتي أكبر بكثير لدخول الكويت في مسابقات كأس فلسطين ومسابقات الدورة العسكرية خاصة وأن الامكانات البشرية بل المادية والمعنوية عوامل أخرى مهمة في إبراز تفوق الفريق الكويتي.. لقد لعب البحرين أمام المنتخب الكويتي وبرزت في مجموعة البحرين لمحات فنية.. دللت على المستوى الفني الذي بلغه اللاعب البحريني.. المهارات الأساسية ممتازة ولكن أسلوب الفريق استعراضي بحق..ينقصه التمركز الجيد.. والتوزيع المتقن.. وكان التهديف أكبر مساوىء المنتخب البحريني اذ لو توفرت تلك العوامل لخرج بمفاجأة أخرى في هذه الدورة.. ولكن تجانس الفريق الكويتي.. وسرعة الانتشار.. واللعب السريع.. والتهديف المتقن كان لها الأثر المباشر في كسب نتيجة المباراة ولولا قوة الدفاع البحريني ممثلاً في (بوجيري) الذي كان صخرة تحطمت عليها هجات الكويتيين.. كما أن سلبية خط الوسط البحريني ساهمت في ايجاد مناخ الفشل لخط الهجوم.. لعدم تغذيته بالكرات السهلة دون اللجوء للكرات العالية التي تتبدد بيقظة العسعوس والعصفور.. خاصة وان طولهما الفارع سهل امامهما اقتناص الكرات العالية وتحويلها لهجمات مضادة..
..لذا فان مباراة اليوم حساسة جداً بالنسبة لكلا الفريقين.. اذ يحاول كل منهما الهروب من شبح الهزيمة الذي قد يقود أحدهما إلى آخر الطابور..
وسيحاول الفريقان تأكيد استعدادهما لهذه الدورة، بل مقدرة أي منهما في كسب هذا اللقاء.. والذي سيكون مشحونا بطابع الحذر والتخوف من الهزيمة.. مما يجعل المباراة تأخذ طابعا غير عادي بالنسبة للقاءات السابقة في هذه الدورة لا سيما ورصيدهما خال من النقاط.. وربما حفلت هذه المباراة بطرق جديدة.. محاولة لرد اعتبارها واعطاء خطوطها غير المتجانسة شيء من التكامل.. فهل ينتصر فيها مهارة الفريق البحريني.. أم يستأسد فيها الاصرار القطري .. ومع أن المقارنة بين مستوى الفريقين غير مجدية خاصة بالنسبة للكرة.. التي لا تستقر على قاعدة ثابتة.. فاستدارتها تملي على اللاعبين ارضاءها.. بل ترديفها.. فهي لن تستقر للأقدام العشوائية بقدر ما تكون طواعية لدغدغة مشاعرها.. واشباع غرورها .. دونما أنانية وارتجال..
ونحن في الحين الذي نتوجه فيه لملعب الملز لنأمل أن نرى مباراة حافلة بالإثارة والتشويق.. بعيداً عن الاعصاب المشدودة .. والخشونة المتعمدة.. نريد لقاءً أخوياً يدلل على مفهوم الروح الرياضية متمثلة في منتخبي الشقيقتين البحرين وقطر.. وأن تكون تطلعاتنا لتلك المباراة مصداقاً للروح العالية التي نتمتع بها كأشقاء لا تهمنا النتائج بقدر ما تهمنا أهداف التلاقي والتقارب.
محمد الرويبعة |