يستلزم ان نتكلم ونعبّر عن حقيقة ما يدور في أنفسنا من تعابير جريئة وآراء صارخة لأن الإبداع يكمن وراء ذلك الحاجز الوهمي الذي يعيشه الجميع ولكي اختصر المقصود من (سطوري هذه) أقول: متى يسمح ويتنازل البعض عن آرائهم المتعنصرة والمتعصبة إما لمذهب أو اتجاه أو طريقة معينة أو تجاه الشعر عموما، ومتى يفتح البعض المجال لقلبه ان يرى ويسمع ويؤمن بوجود ما يعتقد بفساده؟!
الشعر لجميع الناس وليس (العرب) فقط، ولكننا ملكنا زمامه في فترة من الفترات، فالشعر أياً كان شكله ولغته عربياً أو اعجمياً، فالشعر ليس كل موزون ومقفّى بل كل ما يمتع النظر ويطرب السمع فلا أسياد للشعر ولا قادة ولا امراء كما يُزعم، فالشعر لا يستعبد ولا يحق لأي جهة ان تتبنّى (الحفاظ عليه) من الضياع وليس لها الحق للتقعيد أو التأصيل، فنحن لا نملك الحكم على أقل الحقوق البشرية بصواب أو خطأ أو حياة أو موت فكيف لنا بالحكم على الشعر الذي لا يحمل في كثيره سوى مشاعر انسانية منبثقة.
من هنا أدعو الجميع إلى الكتابة إلى الخربشة في أي (جدر أو ألواح أو دسر) لنصل بالشعر إلى ساحات باريس المشهورة بورش الرسامين وكثرتهم وكلٌّ يرسم بطريقته وريشته، ولكن الشعر يرسم الشخصيات من خلال ثقافاتها، ولكي نصل بالشاعر والشعر إلى مرحلة الابداع، فيجد الحالم والسعيد والحزين والعاشق والهيمان وغيره ممن يعجز عن التعبير الطريق والوسيلة لكي يجد من يرسم له قصيدة (مفصّلة على أحاسيسه).
من ذاك سيجد الجميع معنى الحرية ومعنى الإبداع ومعنى الحب فالكلمات لا تحمل في قوالبها إبداعاً ولكن الطريق المسلوك بها هو الذي يفرض إبداعها. إلى الأمام نعيش ونلتقي بالأمل.
|