يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
إن الكلمة الطيبة لها دورها العظيم في التأثير على الآخرين وكسب احترامهم ومشاعرهم وان للكلمة الطيبة دوراً رائداً في توجيه سلوك الآخرين وكسب ثقتهم، عن طريق هذه الكلمة الصادقة والمعاملة الحسنة، فمتى أحبك الناس قبلوا هذه النصيحة وأخذوا بهذه الكلمة والمسلم المخلص الصدوق هو الذي يصدق في أقواله وأفعاله ويتحرّى الصدق دائماً ليكسب رضا الله تعالى وينال الأجر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة).
وينبغي للمسلم أن يكون مربياً فاضلاً وعضواً فعالاً في تهذيب سلوك الأفراد وتوجيه هذا السلوك توجيهاً سليماً عن طريق الكلمة الطيبة التي تحرك شغاف القلوب وتجعل هؤلاء الأفراد صالحين وإذا صلح الأفراد عاد الخير على المجتمع وصلح المجتمع ولاسيما ان الكلمة إذا لم تتفوّه ولم تنطق بها فهي ملك لك وان نطقت بها أصبحت ملكاً للجميع لذا ينبغي للإنسان أن يتمعن ويمعن البصيرة والبصر في قوله ومقاله، ولو يعلم هذا الإنسان ما تفعل الكلمة الخيّرة بالإنسان لحرص عليها كثيراً.
وإن لوسائل الإعلام في بلادنا دوراً رائداً في نشر الكلمة الطيبة والصادقة سواء كانت المرئية أو المقروءة أو المسموعة، والتي كان لها الأثر الطيب في كثير من نفوس الناس ولاسيما أن هذه الكلمات تحمل كثيراً من المبادئ والقيم الاسلامية التي أوصى بها الدين الاسلامي وتهدف إلى الوعظ والنصح والإرشاد والتوجيه الهادف.
|