في مقالتي الأولى من أحاديث البوسنة تحدثت عن الحدث الإسلامي الذي أنجزه سفير البوسنة والهرسك في المملكة الأستاذ محمد علي حاجيتش وهو سفير فوق العادة ومفوض في المملكة واليمن وسلطنة عمان.. عن ترجمته الكاملة إلى مختصر صحيح البخاري من العربي إلى اللغة البوسنية ليكون في متناول المسلمين والذين نسبتهم تعادل (47%) من سكان البوسنة والهرسك والذي يساوي تقريبا ثلاثة ملايين نسمة، وقد تحدثنا في لقائي بالسفير في منزله العامر بمدينة الرياض وبحضور صديق لي وله في عدة أمور، وحينما عرف السفير اهتماماتي المباشرة بالسياحة الداخلية بصورة خاصة بعد أن قرأ مقالتي الأخيرة بعنوان (لا تظلموا السياحة المحلية) قال لي السفير بملء فمه: إنني أقدر بكل ما تعني الكلمة من معنى الجهود الجبارة التي تبذلها (الهيئة العليا للسياحة في المملكة) لتطوير هذه الصناعة، صناعة المستقبل.. وأخبرني السفير أنه التقى أمين عام الهيئة العليا للسياحة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في أحد التجمعات السياحية لتطوير السياحة في العالم الإسلامي، وأبلغ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان برغبته في استقبال ولو خمسة في المائة من السعوديين في بلاده.. فأبلغه الأمير سلطان: دعني أولا أدعم السياحة المحلية والتي تحتاج إلى كل مجهوداتي ووقتي وبعد ذلك لنتفرغ لدعم الآخرين.
وكانت إجابة الأمير سلطان مقنعة للسفير بل حافزاً قويا للتحرك من جانب السفارة لدعم السياحة البوسنية.وحدثني السفير بل لفت انتباهي إلى الفرص الكبيرة التي توفرها الحكومة البوسنية إلى المستثمرين في السياحة بصورة عامة والسعوديين بصورة خاصة.. وقال لي بكل صراحة: نحن نحب السعوديين بل هم من أفضل الشعوب تفضيلاً لدى الشعب البوسني.. حيث من الصعب أن ننسى المواقف المشرفة التي وقفتها حكومة المملكة وشعبها الطيب أثناء المحنة التي مرت بها بلادنا.. والمثل يقول: (الصديق وقت الضيق).
والآن نريد أن نقول للسعوديين خاصة والخليجيين والعرب والمسلمين عامة.. البوسنة جميلة.. ولدينا المياه المعدنية الصحية.. لدينا الشلالات والجبال والأنهر والبحيرات والغابات المكثفة والتي تغطي حوالي 63% من مساحة بلادنا.. وشعبنا شعب مضياف يحترم ويقدر كل الجنسيات وكل الأديان والمذاهب وللشعوب الإسلامية موقع خاص في قلوب البوسنيين.. تصور لدينا في مدينة سريافو أكثر من مائة وخمسين مسجدا متفرقة في كل منطقة من مناطق المدينة.. ولا تنس أن لدينا كل وسائل السياحة المتطورة مثل الفنادق والمطاعم والمنتزهات والشقق المفروشة.. وأهم من كل ذلك أن المعيشة لدينا رخيصة جدا مقارنة لبعض الدول الأوروبية المجاورة.. ناهيك أن بلادنا تتمتع بأمن وأمان لا مثيل له في أوروبا.. ولدينا رحلات علاجية.. والجو أو الطقس ينقسم إلى أربعة مواسم أقصرها موسم الصيف وأطولها موسم الربيع.. أما موسما الشتاء والخريف فلا يزيدان عن ثلاثة أشهر من السنة.. والتسهيلات التي توفرها السفارة البوسنية في السعودية والخليج لإخواننا السعوديين والخليجيين وغيرهم تسهيلات لا مثيل لها.ونحن نستعد لإنشاء حملات إعلامية وإعلانية من خلال وكالة المدى البعيد لدعم السياحة البوسنية حيث نعتزم المشاركة في مهرجان (ايام دبلوماسية) الذي تنظمه الوكالة لإلقاء الضوء على حضارتنا البوسنية ومواقعنا السياحية وجميع نشاطاتنا الثقافية والرياضية والفنية وغيرها.واختتم السفير البوسني حديثه بالقول: في نهاية اللقاء أحب أن اغتنم هذه الفرصة لأشكر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على الدعم المتواصل لحكومة وشعب البوسنة.
| 
"الرأي"