فوجئت إحدى طالبات قسم الاقتصاد المنزلي بكلية التربية للبنات بحائل، بمنعها من دخول اختبار إعادة مادة رسبت بها في سنتها الثانية، كي تتمكن من الانتقال إلى السنة الثالثة مع بداية العام الدراسي الجديد 1425هـ بحجة أن النظام لا يسمح بذلك! لأن عليها أن (تعيد) دراسة السنة الثانية كاملة بفصليها! كونها راسبة بمادتين في السنة الأولى، إضافة للمادة الثالثة التي رسبت بها وكانت ستختبر بها!
هذه الحادثة استوقفتني، لأنها لا تمثل حالة خاصة، إنما تعكس واقعاً مريراً تعيشه الطالبات اللواتي قد يتعثرن في طريق التعلم بسبب مادة أو مادتين، من جراء هذا النظام الذي يعد عقبة كؤود في طريقهن، لأنه لا يسهم في دفعهن إلى الأمام والاستفادة من تجربة الاخفاق، إنما يعيدهن إلى المربع الأول، عندما يحكم على طالبة أن تعيد سنة كاملة بمحاضراتها واختباراتها ومصاريفها المالية المكلفة، خاصة السنة الثانية في قسم الاقتصاد المنزلي، في وقت يمكن ان تؤدي اختبار المادة والانتقال إلى السنة التي تليها، في حال اجتيازها الاختبار أو إعادة السنة إذا أخفقت، وبذلك تكون قد استنفدت فرصتها ولا ملام على الكلية.
لأجل ذلك حاول بعض أولياء الأمور مخاطبة عمادة الكلية التي أوضحت ان هناك مخاطبات إدارية مع الجهات ذات العلاقة بوزارة التربية والتعليم، بشأن مناقشة إلغاء العمل بهذا النظام لأنه ألحق الضرر بكثير من الطالبات، اللاتي لا يتحملن المسؤولية كاملة، إنما تتحمل الكلية والوزارة نصيباً من ذلك، كون الطالبة تجهل تفاصيل أنظمة الكلية وبالذات ما يتعلق بمسألة رسوب المواد، التي عادة تكون غير واضحة أو غير مبسطة بالقدر الذي يجعل الطالبة لا تلجأ للسؤال هنا وهناك فتعتمد على آراء وتقريرات الآخرين، كما حدث مع هذه الطالبة التي أشرنا لها في أول المقال، كونها سمعت أن انتقالها إلى السنة الثالثة يتطلب فقط اجتياز اختبار مادة الرسوب للسنة الثانية، فجهزت نفسها لذلك، غير أنها حُرمت من دخول الاختبار.
أيضاً هناك مسألة أخرى لا تقل عما سبق، وتتمثل بافتقار الطالبة للارشاد الطلابي من خلال إحدى الاستاذات أو الأكاديميات ممن تدرك كل أبعاد نظام الرسوب وارتباطه بإعادة السنة الدراسية، بحيث تضع للطالبة معالم ارشادية في طريقها العلمي، فلا تتعرض لمشكلة إعادة عام دراسي كامل بسبب مادة، في وقت تتطلع هي وذووها إلى مشارف التخرج وخدمة مجتمعها، فهل يتم إلغاء العمل بهذا النظام، أو على الأقل دراسة سلبياته وتأثيره على مستوى خريجات الكلية؟
|