|
انت في "الاخيــرة" |
| ||||||||
تحدث الأقدمون عن إبداعات الشعوب فقالوا عن الحكمة اليونانية، والأيدي الصينية، واللسان العربي، والطرب الزنجي، غير أنهم قد جانبوا الصواب في أكثر ما ذهبوا إليه، وسأقف هنيهة عند اللسان العربي، الذي يسحر الألباب، ويدغدغ الأحاسيس، ويجسد الجمال، ويلهب المشاعر.اللسان العربي كان معول هدم وبناء، ومدح وهجاء، وسعادة وشقاء، اغتنى منه المداحون وانتقم به الهجاؤون، وسعد به العاشقون، وشقي به المحرومون.والعرب عشاق للطبيعة فأحبوا نسيم الصبا، وخضرة الأرض، وحمرة الورد، وعبق الخزامى، ونفحات الأقحوان، وطربوا لتغريد البلابل، وزقزقة العصافير، وخرير الماء، وأنسوا بعواء الذئب، وصوت الرعد، ولمع البرق، وجعلوا كل ذلك وصفاً وموصوفاً في أشعارهم واستعارتهم وكنايتهم وتوريتهم، أبدعوا أيما إبداع.والعرب لم يقفوا عند الطبيعة فحسب، بل كان لسانهم عذباً سلساً في وصف خلجات المرأة، ومشاعرها، وما توارى بين أنفاسها، وما تجسده عبرآهاتها، ولم يكتفوا بما تراءى لهم من عبقٍ يتوارى بين الأنفاس ليفضحه شعرهم ونثرهم، بل جسدوها، وتغنوا بذلك الإبداع فيما حباها الله من جمال أخاذ. ولستُ بقادرٍ على الإتيان على جلّه في هذه العجالة وسأذكر قطرة من وابل ونفثة من سحر بابل.ولعل الكفل قد أخذ نصيب الأسد، في شعرهم فهذا : دوقلة يقول: |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |