Saturday 4th September,200411664العددالسبت 19 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
خراطيم لتفريق المتسوقين
فاطمة فيصل العتيبي

** حين عدت إلى الرياض فاجأتني أرتال السيارات في الشوارع القريبة من منزلي، وكنت قد انقطعت عن قراءة الصحف فلم أعرف أن السوق الكبير في الشارع القريب قد افتتح قبل أيام.. قال لنا السائق: لو كنتم رأيتم الشارع في يوم الافتتاح لذهلتم..
** لكن الذهول الأكبر الذي أصابني، هو من جراء استخدام متجر آخر لخراطيم المياه لتفريق المتسوقين..
أعتقد اننا حققنا سبقاً عالمياً في هذا.. فقد جرت العادة أن تمتد خراطيم التسويق من إعلانات وخلافها لجذب المتسوقين، لكن خراطيم مياه لتفريق الناس واخراجهم من المتجر.. جديدة هذه!! وكبيرة أيضاً!
** أين خبراء وزارة التجارة والغرفة التجارية.. أيغيب عنهم أن السماح بتمرير إعلانات من مثل قسائم مجانية بقيمة خمسمائة ريال لأول خمسين (زائر) هي كفيلة بقتل خمسمائة من البشر يتزاحمون ويتدافعون ويتهافتون في زمن غريب أصبحت فيه الكماليات همّاً يعيش له الناس ويموتون!!..
أين التعاون والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة من الدفاع المدني وإدارة السوق وحتى الشرطة.. لِمَ لَمْ يمنع المتجر من الافتتاح حتى يصطف الناس طوابير منظمة ويتم دخولهم بكل أمان؟!..
لِمَ لَمْ يوضع ركن فيه موظف يستقبل أوائل القادمين ويمنحهم أرقاماً عند المدخل الخارجي قبل الموعد بساعات؟!..
** مزرٍ جداً أن يُفرق المتسوقون بخراطيم المياه في زمن تعد فيه المملكة من الدول القوية اقتصاديا، ومن أجل ماذا يموت الناس ويتدافعون ويتزاحمون؟.. من أجل مبيعات كمالية مجانية بقيمة خمسمائة ريال!
** إنه خلل كبير في مستوى التفكير يحتاج إلى دراسات وتشريح نفسي واجتماعي واقتصادي..
ونحتاج أكثر إلى خبراء علم نفس وعلم اجتماع تمر عليهم الإعلانات قبل فسحها وإدراك مدى تأثيرها على سيكولوجية الناس وتوجهاتهم.
** نحتاج وقتاً وجهداً لكي ننسى أن الناس تدفع بالإعلانات لكي تجيء وتتجمهر ثم لا تجد تنظيما فيموت بعضهم دهسا تحت الأقدام، ويُفرق بعضهم الآخر بخراطيم المياه في متاجر التسوق!!..
** نحتاج إلى توعية الجماهير في زمن سرقتهم حمى الاستهلاك من هدأة الحياة والاستقرار.. فبعد أن كانوا يهربون من الزحام ويخجلون من العطاء المجاني.. أصبحوا الآن (دون حاجة) يتهافتون ويتدافعون حتى الموت!
إنه خلل عظيم.. لكن كيف نعالجه؟ تلك هي الأزمة الحقيقية!!!

فاكس 2254636


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved