Saturday 4th September,200411664العددالسبت 19 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مؤكدا تركيز فائض الميزانية لرفاهية المواطن.. ولي العهد: مؤكدا تركيز فائض الميزانية لرفاهية المواطن.. ولي العهد:
تخصيص 41 ألف مليون ريال إضافية لمشاريع خدمية تنموية شاملة
زيادة رأس مال صندوق التنمية العقاري وبنك التسليف السعودي إلى 12 ألف مليون ريال

  أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ورئيس المجلس الاقتصادي الأعلى أن فائض الميزانية سينفق كله فيما يحقق رفاهية المواطنين الكرام، مع التركيز على المشاريع ذات الأثر المباشر والكبير للمواطنين. جاء ذلك في حديث سموه رداً على أسئلة وكالة الأنباء السعودية بمناسبة ما تناقلته وسائل الإعلام الداخلية والخارجية عن فائض متوقع في ميزانية هذا العام.
* صاحب السمو الملكي كثر الحديث مؤخراً عن فائض الميزانية فهل لسموكم الكريم أن يحدثنا عنه؟
- في البداية نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا نحصيها على هذه البلاد وأهلها، وهذا الفائض الذي جاء نتيجة ارتفاع غير متوقع في أسعار البترول منة من منن المولى عز وجل وسوف ينفق الفائض كله فيما يحقق رفاهية المواطنين الكرام مع التركيز على المشاريع ذات الأثر المباشر والكبير للمواطنين ومع الحرص على أن تكون شاملة لكافة مناطق المملكة وبالذات المناطق الأكثر احتياجاً إلى المرافق والخدمات العامة وقد وجهنا وزير المالية بتخصيص مبلغ واحد وأربعين ألف مليون ريال من الفائض لهذا الغرض.
* ولكن يا صاحب السمو نقلت بعض وسائل الإعلام أن الأولوية سوف تكون لسداد جزءٍ من الدين العام فما هي صحة ذلك؟
- الدين العام كأي دين هو حق يجب سداده والدين العام بالذات يؤثر على نحو مباشر على سمعة الاقتصاد ومتانته كما أنه يثقل الأجيال القادمة بأعبائه، ولهذا جاء قرارنا بأن يوجه الجزء الأكبر من الفائض لسداد جزءٍ من هذا الدين، الأمر الذي سوف ينعكس بإذن الله إيجاباً على الاقتصاد السعودي كما أنه سيمنحنا المزيد من المرونة في الميزانيات القادمة تمكننا من تحويل جزءٍ من المبالغ المخصصة لخدمة الدين إلى الانفاق التنموي بما في ذلك بناء التجهيزات الأساسية وصيانتها وتجديدها.
* صاحب السمو لا شك أن سداد جزء من الدين العام ضرورة اقتصادية ملحة ولكن المواطن العادي قد لا يحس بأثر هذا السداد فهل هناك من كلمة للمواطنين في هذا الصدد؟
- أود أن أذكر إخواني وأبنائي المواطنين أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أخي الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهي تضع نصب عينيها مصلحة الأجيال القادمة لا تغفل رخاء هذا الجيل وراحته، ومن هذا المنطلق تقرر أن يخصص من الفائض مبلغ ثلاثين مليون ريال تنفق على مدى خمس سنوات على القطاعات الاجتماعية والاقتصادية ذات المساس المباشر بحياة المواطن اليومية في مختلف مناطق المملكة، وهذه اعتمادات إضافية غير ما يخصص سنوياً لهذه المشاريع والبرامج في الميزانيات السنوية للدولة.
* هل لسموكم الكريم أن يتفضل بإعطائنا المزيد من التفاصيل عن القطاعات التي ستخصص لها هذه الاعتمادات الكبيرة؟
- عندما اخترنا هذه القطاعات أخذنا بعين الاعتبار ما لمسناه ورأيناه وسمعناه بأنفسنا من احتياجات المواطنين الأعزاء في شتى مناطق المملكة كما أننا استرشدنا بآراء الخبراء من مواطنينا، وعلى هذا الأساس تقرر أن توزع الاعتمادات الجديدة وقدرها ثلاثون ألف مليون ريال إضافة لما يعتمد سنوياً لتلك المشاريع والبرامج في الميزانية وتخصص للبرامج التالية:
أولاً: برنامج مشاريع شبكات المياه والصرف الصحي وتصريف السيول. إن الاعتمادات المخصصة لهذا الغرض سوف تسهم بإذن الله في إيصال المياه إلى عدد من المدن والقرى وإلى حل مشكلة الصرف الصحي التي تعاني منها بعض المناطق بالإضافة إلى تجنيب أنفس المواطنين وأموالهم الآثار السلبية للسيول.
ثانياً: برنامج عاجل لإقامة طرق سريعة وفتح طرق مزدوجة ومفردة جديدة داخل المدن والقرى وخارجها. ان الاهتمام بوسائل المواصلات أولوية أساسية من أولويات الدولة منذ أن أقام كيانها جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله - وكما هو معروف فإن المملكة العربية السعودية أشبه ما تكون بالقارة في اتساعها وامتدادها وتفرقها وسوف تساعد الاعتمادات الجديدة بإذن الله على تسهيل الانتقال بين أجزائها بيسر وأمان.
ثالثاً: برنامج لتطوير الرعاية الصحية الأولية بكافة المناطق. إن اهتمامنا بهذا القطاع راجع إلى اقتناعنا الراسخ بأن الوقاية خير من العلاج وانتشار مراكز للرعاية الصحية الأولية سوف يؤمن العناية الضرورية للأم وللطفل ولكافة أفراد الأسرة ويحل مشاكلهم الصحية أولاً بأول ويجنبهم بعون الله مغبة الأمراض التي يؤدي إهمالها إلى استفحالها في المستقبل وصعوبة علاجها.
رابعاً: برنامج سريع لاستكمال بناء المدارس. إننا نؤمن أن أبناءنا وبناتنا هم عدة الغد وذخيرة المستقبل وكل استثمار في تعليمهم هو ضمانة لرفاهية الاجيال القادمة ونحن نعلم ما يعانيه أبناؤنا وبناتنا من المساكن المستأجرة التي يدرسون فيها حالياً وسوف تتيح الاعتمادات الجديدة بعونه تعالى بناء المزيد من المدارس التي تتوفر فيها كافة المستلزمات الصحية والتربوية وتؤمن البيئة المناسبة للدراسة.
خامساً: برنامج لدعم التعليم الفني والتقني وزيادة الطاقة الاستيعابية له وتطويره وفقاً لحاجة سوق العمل، وهذه الاعتمادات الجديدة سوف تؤدي بإذن الله إلى تدريب أعداد متزايدة من الشباب السعودي تدريباً متطوراً فعالاً يؤهلهم لأخذ مكانهم المشروع في سوق العمل ويتيح لهم الاستفادة الكاملة من فرص العمل الجديدة، الأمر الذي سيسهم إسهاماً كبيراً في حل مشكلة البطالة وهي مشكلة لن يطول حلها بإذن الله.
* صاحب السمو الملكي كل هذه مجالات حيوية وضرورية فهل هناك بالإضافة إليها نصيب لقطاع الإسكان؟
- لقد قمت قبل حوالي سنتين بزيارة تفقدية لبعض أحياء الرياض القديمة وشاهدت بنفسي الأوضاع السكنية غير اللائقة التي يعيش في ظلها عدد من المواطنين الأعزاء والصور التي رأيتها لم تبرح ذاكرتي وأنا أدرك ان ما رأيته خلال تلك الزيارة هو مشهد يتكرر في مناطق أخرى من وطننا الغالي والنية معقودة بإذن الله على تهيئة أسباب السكن الملائم المريح للمواطنين كافة بشكل تدريجي منتظم، ومن هذا المنطلق تقرر تخصيص تسعة آلاف مليون ريال من الفائض لزيادة رأس مال صندوق التنمية العقاري، وذلك لمقابلة الطلب على القروض وتقليص فترة الانتظار، وهذه التسهيلات بالإضافة إلى التسهيلات التجارية والمشاريع السكنية التعاونية والخيرية وجزء منها قد بدأ نشاطه بالفعل وظهرت نتائجه والجزء الآخر سوف تظهر نتائجه قريباً سوف تمكن عدداً متزايداً من المواطنين من تملك مساكنهم الخاصة وأدعو الله أن يجيء يوم لا نرى فيه مواطناً سعودياً واحداً بدون مسكن لائق.
* صاحب السمو الملكي لقد بدأت فرص العمل في الدولة تضيق وتضخم الجهاز الحكومي على نحو لا يسمح باستيعاب المزيد من طالبي العمل فهل هناك خطة لدى الدولة لفتح آفاق جديدة للعمل أمام راغبيه؟
- تحدثت قبل قليل عن زيادة الانفاق على التدريب المهني والتقني وأود أن أضيف أنه تقرر أن يخصص من الفائض اعتماد لزيادة رأس مال بنك التسليف السعودي من أقل من ألف مليون ريال إلى ثلاثة آلاف مليون ريال، وهذا المبلغ سوف يخصص لإقراض ذوي الدخل المحدود وبالإضافة إلى ذلك وربما بقدر أكبر من الأهمية سوف يعطي القروض للشباب السعودي الطامح إلى الاشتغال بمهنة ولا ينقصه سوى التمويل لبدء مشروعه المهني وهذه القروض بالإضافة إلى التسهيلات التي يوفرها صندوق المئوية سوف تكون بعد الله أكبر عون يمكن كل شباب طامح جاد من تحويل آماله وأحلامه إلى مشاريع منتجة تفيد صاحبها وتفيد الاقتصاد الوطني.
* هل من كلمة أخيرة يا صاحب السمو؟
- كلمتي لإخواني وأبنائي المواطنين هي أن يغتنموا الفرص التي تتيحها لهم التنمية والمساهمة الفعّالة في بناء الوطن وأن المستقبل طريق محفوف بالعرق والجهد وأن العمل المهني اليدوي عمل نبيل شريف وانني اتوقع أن يقابل المواطنون بإدارة الدولة والمتمثلة في اعتماد تخصيص مبلغ واحد وأربعين ألف مليون ريال لراحتهم ولرفاهيتهم وأن يقابلوها بالتفاني في العمل والنشاط وهم فاعلون ذلك إن شاء الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved