عملية اختطاف الصحفيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو في العراق واحتجازهما كرهائن والتهديد بقتلهما تعتبر حماقة كبرى تؤكد أن هؤلاء المختطفين يفتقدون لأي برنامج سياسي وأنهم سيخسرون أي تعاطف كان يمكن أن يكون قد حصل عليه المسلمون بشأن قضية الحجاب في فرنسا.
لقد كانت باريس، إلى جانب برلين وموسكو وبكين، في مقدمة الدول التي عارضت بشدة الحرب الأمريكية ضد العراق وشكلت (محور العقل) في مواجهة (محور الشر والقتل والحرب) الذي شكله بوش وحلفاؤه. وقد أبدت فرنسا شجاعة دبلوماسية كبيرة في الوقوف أمام الولايات المتحدة وتمسكت بالطريق الذي تعتقد أنه الطريق الصحيح للتعامل مع الملف العراقي، وقد بذلت فرنسا جهوداً أكثر من أي دولة أخرى من أجل إيجاد حل مقبول للقضية الفلسطينية، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أعلن ذلك صراحة في ندائه الذي وجهه إلى خاطفي الرهينتين الفرنسيتين.
والحقيقة أن الصحفيين دائماً ما يجدون أنفسهم وسط المعارك رغم أنهم ليسوا طرفاً فيها، ولكنهم يسجلون ما يحدث ويعرضونه لباقي شعوب العالم. إذن فإن اختطاف الصحفيين الفرنسيين واحتجازهما كرهائن أمر ليس له أي مبرر ولا منطق بالنسبة لأغلب شعوب العالم، بالطبع، فإن الأشخاص العاديين غالباً ما يتحولون إلى ورقة في لعبة سياسية أكبر منهم، وإذا كان خاطفو الرهينتين الفرنسيتين في العراق لديهم القوة أو القدرة على الاختطاف فإن عليهم أيضاً مسئولية تجاه قضيتهم قبل كل شيء.فإذا كان هؤلاء الخاطفون يدافعون عن حق المسلمات في فرنسا في ارتداء الحجاب ويطالبون الحكومة الفرنسية بإلغاء القانون الذي صدر مؤخراً ويحظر ارتداء الرموز الدينية في المدارس بما في ذلك الحجاب فإن اختطاف صحفيين فرنسيين يعملان في العراق ويؤيدان قضايا الشعب العراقي ليس الطريقة الصحيحة من أجل الدفاع عن قضيتهم.
(برافدا) الروسية
|