الأسبوع الماضي بدأت الجرافات الإسرائيلية تمهيد الأرض لبناء 533 مسكناً جديداً للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة، حيث يعيش أغلب المستوطنين اليهود وعددهم أكثر من 200 ألف مستوطن. وقد أقرت واشنطن في هدوء بناء هذه المساكن الجديدة التي تضر ضرراً بليغاً بدور الولايات المتحدة كوسيط نزيه في عملية السلام بالشرق الأوسط، وقد أعربت الجامعة العربية والفلسطينيون عن غضبهم ومعهم كل الحق من الموقف الأمريكي تجاه خطط بناء المساكن الإسرائيلية داخل المستوطنات القائمة بالفعل.تبرر إسرائيل بناء هذه المساكن باعتباره وسيلة لاستيعاب (النمو الطبيعي) لسكان المستوطنات، ولكن بناء 2167 مسكناً جديداً في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية يمثل انتهاكاً واضحاً لخطة السلام الأمريكية الدولية المعروفة باسم (خريطة الطريق)، فخريطة الطريق تحظر بناء أي مبانٍ جديدة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك (النمو الطبيعي). والحقيقة أن عجز إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش عن إدانة أو وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة يدعم موقف الذين يؤكدون أن الولايات المتحدة غير معنية بشكل حقيقي بقيام دولة فلسطينية كما يردد بوش. وكل دولار تنفقه أمريكا على وسائل الإعلام من أجل الوصول إلى قلوب وعقول العرب والمسلمون يصبح بلا طائل عندما تتحدث عناوين وسائل الإعلام عن الدعم الأمريكي لبناء مستوطنات يهودية جديدة في الأراضي المحتلة.
وحجة الإدارة الأمريكية أن تأييد بناء مثل هذه المساكن سوف يدعم موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون بالنسبة لخطته للانسحاب من قطاع غزة داخل حزب الليكود الذي يتزعمه والرافض للخطة. ولكن هذا الموقف من جانب البيت الأبيض يبدو تضحية بالأهداف بعيدة المدى لعملية السلام في الشرق الأوسط والحرب ضد الإرهاب من أجل أهداف قصيرة الأجل تتعلق بالتأثير في السياسات الداخلية الإسرائيلية.
والحقيقة أن الرأي العام الإسرائيلي يؤيد الانسحاب من قطاع غزة وكذلك يؤيده حزب العمل المعارض، وبالتالي فإن استغلال التأييد الشعبي في إسرائيل لخطة الانسحاب من أجل إجبار حزب الليكود اليميني على قبولها مسئولية شارون وليست مهمة بوش.
(كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية |