اعترفت بتخصيب اليورانيوم الخطوة الضرورية لصنع قنبلة نووية
كوريا الجنوبية تبيح لنفسها ما تنكره على جارتها الشمالية

* سول رويترز:
أصبحت كوريا الجنوبية التي تتصدّر جهوداً دولية لإحباط مساعي كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة نووية، هي ذاتها جانباً من المشكلة، عندما اعترفت بأنها أجرت عملية تخصيب لليورانيوم وهي خطوة تعتبر ضمن خطوات صناعة قنبلة نووية غير أن كوريا الجنوبية حاولت التقليل من شأن العملية التي قالت إن ثلة صغيرة من علمائها نفذتها خارج إطار العمل الحكومي.
وقالت كوريا الجنوبية أول امس الخميس انها ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن علماء حكومتها اجروا تجارب نووية لتخصيب اليورانيوم قبل أربع سنوات، ورغم صغر كمية اليورانيوم موضوع التجارب الا ان دبلوماسيا غريبا قال إن درجة التخصيب قليلة لكنها (قريبة جدا) من المستوى الذي يمكن استخدامه في إنتاج القنابل.
وقال الدبلوماسي القريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا: (انه يتجاوز بكثير المستوى المطلوب لبرنامج (نووي) مدني، الحكومة تقول ان برنامجها سلمي والوكالة لا تصدر اي احكام في هذا الصدد).
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان: إن سول أبلغت الوكالة أن (هذه الانشطة تمت دون علم الحكومة في موقع نووي في كوريا في عام 2000م). ووقعت كوريا الجنوبية على معاهدة حظر الانتشار النووي والبروتوكول الاضافي للوكالة الذي يعطي للمفتشين حقا اكبر مما تسمح بها ضمانات معاهدة حظر الانتشار النووي في القيام بزيارات مفاجئة للمواقع النووية.
وقال الدبلوماسي: مع سريان البروتوكول الاضافي كان من الصعب على كوريا ابقاء هذا سراً.
وقالت الوكالة: ان فريقا من المفتشين موجود الآن في كوريا الجنوبية وسيعود إلى فيينا في مطلع الأسبوع المقبل.
وسيقدم محمد البرادعي مدير عام الوكالة ما توصل اليه المفتشون إلى مجلس محافظي الوكالة خلال اجتماعه في 13 سبتمبر - ايلول الجاري، لكن الكشف عن هذه الحقائق قد يحرج سول وهي عضو رئيسي في المحادثات السداسية التي تهدف إلى انهاء الطموحات النووية لكوريا الشمالية.
وقال مسؤولون أمريكيون في أكتوبر - تشرين الأول 2002 ان كوريا الشمالية اعترفت بإدارة برنامج نووي سري يقوم على تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم.
وقال عدد من الدبلوماسيين في فيينا: ان عدم اعلان سول عن اليورانيوم المخصب يمكن ان يعتبر مخالفة خطيرة لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي التي تقضي بإبلاغ الوكالة عن تلك الانشطة.
ومن جانب آخر قال مسؤول في حكومة كوريا الجنوبية امس الجمعة: ان سول تهدف إلى استئناف المحادثات السداسية بشأن الطموحات النووية لكوريا الشمالية يوم 22 سبتمبر - ايلول الجاري، وعقدت الدول الست وهي الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة ثلاث جولات من المحادثات في بكين استهدفت تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
لكن بيونجيانج شككت في ان هناك حاجة إلى اجراء مزيد من المحادثات، وألقت باللوم على واشنطن واتهمتها بتسميم مناخ المفاوضات.