* بيروت - نيويورك - القدس المحتلة - الوكالات:
بالرغم من قرار مجلس الأمن الذي دعمته الولايات المتحدة وحذر دمشق أمس من التدخل في الشؤون اللبنانية، وافق البرلمان اللبناني أمس الجمعة على مد فترة ولاية الرئيس إميل لحود حيث صوت 96 نائباً بالموافقة على تعديل دستوري يسمح للرئيس لحود بالبقاء ثلاث سنوات أخرى في منصبه بينما عارض القرار 29 نائباً وتغيب ثلاثة.
وأطلقت الألعاب النارية في سماء بيروت بعد إعلان النتيجة في حين جابت سيارات شوارع المدينة مرحبة.
وقد رفض لبنان أمس الجمعة رفضاً قاطعاً للقرار الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي والذي يدعو سوريا إلى احترام سيادة لبنان وسحب جميع القوات السورية من أراضيه.
وقال وزير الخارجية اللبناني جان عبيد أمس الجمعة في بيان معلقاً على القرار: (ما زلنا نرى أن هذا القرار في غير محله سواء من حيث مقاربته لمسألة سيادية داخلية تتصل بالاستحقاق الرئاسي أم من خلال تدخله في قضية ثابتة ومصيرية على العلاقات بين لبنان وسوريا).
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد مساء الخميس بالتوقيت الأمريكي في وقت مبكر فجر أمس الجمعة بتوقيت الخليج قراراً يدعو سوريا إلى احترام سيادة لبنان وسحب جميع القوات الأجنبية من أراضيه. ويدعو القرار إلى أن تكون الانتخابات الرئاسية التي ستجرى قريباً في لبنان (حرة ونزيهة وفق القواعد الدستورية اللبنانية القائمة ومن دون تدخل أجنبي). كما يدعو مشروع القرار إلى (احترام سيادة لبنان بشكل كامل وسلامة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسي).
وأضاف عبيد في أول ردة فعل رسمية لبنانية على القرار أن لبنان لن يقبل أية مشاريع تحاول أن تستعيض عن معالجة أم المشاكل، أي الاحتلال الإسرائيلي، بنقل النزاعات من الجبهة إلى الداخل تحت أي ظرف أو احتمال.
وأوضح أن لبنان سيواصل اتصالاته في أعقاب هذا القرار عبر الإطارين العربي والدولي لتصحيح هذا المسار ومواجهة ما يستجد من نتائج وخطط، وبالمقابل أكد المسؤول اللبناني أن المنظمة الدولية ستبقى مرجعنا وملاذنا، وأضاف من خلالها ومن خلال الشرعية الدولية سنحاول مع الأشقاء والأصدقاء تصويب المسار.
وعزا الوزير اللبناني التعديلات التي جرت على الصيغة التي اقترحتها واشنطن وباريس إلى التفهم الدولي والعربي في وجه ضغوط الدول الكبرى مما أدى إلى إدخال تعديلات محددة على قرار كنّا في الأساس مع إسقاطه أو تفاديه، وجاء صدور القرار قبل ساعات قليلة على تصويت البرلمان اللبناني على تمديد ولاية الرئيس الحالي للجمهورية إميل لحود ثلاث سنوات تلبية لرغبة سوريا ورغم اعتراضات لبنانية كثيرة.
ومن جانبها فقد سارعت إسرائيل إلى الترحيب بالقرار، وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس رافضاً الكشف عن اسمه أن إسرائيل ترحب بهذا القرار، لان سوريا تحتل لبنان منذ 30 عاماً وتخنق كل تطلعات وطنية مشروعة في هذا البلد على حد زعمه.
والقرار 1559 الذي عرضته أساساً الولايات المتحدة وفرنسا واعتمد الخميس نال أيضاً موافقة ألمانيا وبريطانيا بشكل خاص، ويندرج القرار في اطار صراع قوة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة وسوريا من جهة أخرى بخصوص موضوع تمديد رئاسة لحود، وتنتقد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جهود دمشق للتمديد للرئيس اللبناني ثلاثة أعوام بموجب تعديل دستوري.
الجدير بالذكر أن واشنطن وباريس وافقتا على (تلطيف) القرار الدولي، خصوصا في الاستحقاق الرئاسي الراهن، لتأمين مروره في مجلس الأمن الدولي وفق ما رأت أمس الجمعة الصحف اللبنانية.
|