خطف الصحفيين الفرنسيين وإشغال المنطقة والدبلوماسية الفرنسية.
احتجاز طلبة مدرسة ابتدائية في أوسيتيا الشمالية في منطقة القوقاز واقتحامها من قبل قوات الأمن الروسية بعد فشل كل محاولات تحرير الطلبة، وانشغال القيادة الروسية وإدارتها بحل هذه الأزمة.
هذان الحدثان المنسوبان للمتشددين الإسلاميين وخصوصا المحسوبين على ما يسمى بالإرهاب الاسلامي جعل الأنظار موجهة إلى سبل معالجة هذا الارهاب ومحاصرة المسلمين.. متشددين.. إرهابيين، ومن يتعاطف معهم.. بل وحتى المسلمين الرافضين للإرهاب والمحاربين له.
الارهابيون في العراق الذين خطفوا الصحفيين الفرنسيين، والآخرين الذين ذبحوا الرهائن النيباليين، والارهابيون الشيشانيون الذين روعوا الطلبة، وقتلوا الرهائن في مدرسة اوسيتيا الشمالية، قدموا خدمة لا تقدر وعملاً مهد وسيمهد لتصعيد الحرب على الإسلام والمسلمين باسم محاربة الارهاب.
أولى خطوات التحرك الدولي لفتح الباب أمام التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية بدءاً بالدول العربية، إقرار مجلس الأمن الدولي للقرار 1559، فهذا القرار الموجه للبنان وسورية معاً بفتح أبواب عديدة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية.
والمضحك المبكي أن القرار اتخذ تحت ذريعة منع سورية من التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية بعد التمديد لرئاسة أميل لحود للبنان، فينتفض مجلس الأمن الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وانسياق فرنسا خلفها المكلومة بخطف صحفييها في العراق ولعلاقاتها المتميزة بلبنان التي تشعر بتراجعها لصالح سورية.
الانشغال الفرنسي بقضية الصحفيين ومحاولة استعادة النفوذ في لبنان والانشغال الروسي بقضية مدرسة اوسيتيا أتاح المجال للامريكيين بصياغة قرار يطلق يدها في لبنان وسوريا، وما يجاورهما من خلال الغموض الذي صيغت به بنود القرار.. وإذ قيل: إن الشيطان يرقد بين ثنايا الغموض فإن شيطان الحرب والتدخل في شؤون العالم الإسلامي يكمن في ثنايا فقرات وبنود القرار الدولي رقم 1559 الذي مهد له اختطاف ارهابيي العراق للصحفيين الفرنسيين.. وإرهابيو الشيشان باقتحام مدرسة اوسيتيا الروسية.. ومع هذا يصرخ هؤلاء الارهابيون ومؤيدوهم بأنهم يعملون من أجل الإسلام والمسلمين.
|