* الجزيرة - فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت اتهمت فيه وسائل إعلام إسرائيلية خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنه يقف خلف عملية بئر السبع المزدوجة التي أودت بحياة 17 إسرائيليا وإصابة 85 آخرين بجراح ما بين المتوسطة والبالغة الخطورة - نفى المكتب الإعلامي لحركة حماس أيّ علاقة بقيادتها السياسيّة وعمليّتي بئر السبع الاستشهاديّتين، معتبرةً سعي شارون لربط القيادة السياسيّة لحماس في الخارج والعمليّتين بأنه محاولة من شارون لتصدير أزمته السياسيّة إلى الخارج.. وقالت حماس في تصريح صحافي تلقت الجزيرة نسخة منه إنه بعد الضربة القاسية التي وجّهها مجاهدو كتائب عزّ الدين القسام للكيان الصهيوني بتنفيذ عمليتين استشهاديتين في (بئر السبع) ظهر يوم (الثلاثاء) الموافق 31 - 8 - 2004، سارع الإرهابي آرييل شارون وحكومته إلى محاولة تصدير أزمتهم الداخلية إلى الخارج عبر اتهامهم ما يسمّونها (قيادة حماس في الخارج) بالمسؤولية عن العمليّتين البطوليّتين.
ونفت حماس هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً مؤكدة أنّ العمليات العسكرية تتم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة إشرافاً وتخطيطاّ وتنفيذاً و أنّ محاولة إلصاق مسؤولية هذه العمليات بما يسمّونها (قيادة الخارج) هي محاولة فاشلة للخروج من مأزق هذا الكيان الغاصب، وإيجاد ذرائع جديدة للاستمرار في العدوان على الشعب الفلسطيني.وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي نقلت عن روني شكيد محرّر الشؤون الفلسطينية في صحيفة يديعوت احرونوت العبرية والذي كان يعمل محققا في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) قوله: إن هناك احتمالاً كبيراً أن يكون الشيخ إبراهيم حامد قائد كتائب القسام في الضفة الغربية وراء العمليتين.
وزعم (شكيد) أن الشيخ حامد على علاقة مباشرة مع خالد مشعل ويتلقّى أوامر منه. يشار إلى أن الشيخ حامد ينحدر من بلدة سلواد قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية، وقد فشلت سلطات الاحتلال باغتياله أو اعتقاله، ويعتبر أسطورة في المقاومة الفلسطينية.وقد اعترفت مصادر أمنية إسرائيلية بوجود نحو 50 خلية مقاومة تنشط في المدن الفلسطينية عامة لم تستطع أجهزة الاحتلال القضاء عليها.
وكانت مصادر أمنية إسرائيلية كشفت أن شارون أمر باستئناف حملة الاغتيالات التي تستهدف زعماء حركة حماس السياسيين والعسكريين في الداخل والخارج ردّاً على إعلان الحركة مسئوليتها عن العملية الاستشهادية المزدوجة التي وقعت الثلاثاء الماضي في مدينة بئر السبع.. وقد اتهم شارون في الوقت ذاته دمشق بالمسؤولية عن العملية الفدائية المزدوجة التي وقعت في مدينة بئر السبع، وقرر شارون ووزير أمنه شاؤول موفاز إعطاء الضوء الأخضر لقوات الجيش وأجهزة المخابرات الإسرائيلية بمطاردة وتصفية كل قادة ونشطاء تنظيمات المقاومة خاصة حركة حماس.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: إن المسؤولين الإسرائيليين ذكروا اسم الدكتور محمود الزهار كمستهدف أول في العمليات باعتباره وريثا للشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي رئيسا حركة (حماس) السابقين.وكانت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس التي تبنت عمليتي بئر السبع قالت في بيان لها عقب العملية، مخاطبة حكومة شارون: إن ظننتم أن استشهاد قادتنا قد يضعف هممنا ويثنينا عن الجهاد فأنتم واهمون فإن استشهاد قادتنا لن يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة الجهاد حتى تحرير آخر ذرة من تراب أرضنا ومقدساتنا، ونقول لكم إن الأقصى قبلتنا الأولى وإن اعتديتم عليه فسترون منا مالا يسركم.
وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اللواء موشيه بوغي يعلون أطلق يوم الأربعاء الموافق 1 - 9 - 2004، نيرانه في كل الاتجاهات وهدد في إطار تعقيبه على عملية بئر السبع المزدوجة بملاحقة من اعتبرهم المسؤولين عن العملية في كل مكان، بما في ذلك في سوريا ولبنان، وشملت تهديداته إيران أيضا.
وأضاف يعلون يقول: إن (الإرهاب الفلسطيني) الذي تواجهه إسرائيل مركب، ونحن نعمل ضده في جميع المستويات، وكان يعلون يتحدث أمام أعضاء لجنة الكنيست الإسرائيلي، حيث توعد بملاحقة الجهات التي اعتبرها تدعم ما يسميه (الارهاب) بكل مركباتها معتبرا أن هذه المركبات تضم (جهات في السلطة الفلسطينية وحزب الله اللبناني وقواعد التنظيمات الفلسطينية في دمشق، وكذلك الدعم المالي والعسكري الذي يتم تحويله بتوجيه من إيران..).
ورفض يعلون توضيح تهديداته، وما إذا كان يهدد بقصف قواعد التنظيمات في سوريا، قائلا: لا أريد تفصيل ما الذي سنفعله، لكن كل مسؤول عن تفعيل الإرهاب لن ينام هادئاً..!!
|