معركة عين جالوت بين المسلمين والمغول

في مثل هذا اليوم من عام 1260 وقعت معركة عين جالوت بين المسلمين بقيادة سيف الدين قطز والمغول بقيادة كتبوغا على أرض فلسطين وهي المعركة التي شهدت أول هزيمة عسكرية لجيوش المغول التي انطلقت من آسيا الصغرى تجتاح العالم الإسلامي غرباً حيث استولت على عاصمة الخلافة الإسلامية في ذلك الوقت بغداد في العاشر من فبراير عام 1258 ثم وصلت إلى حدود مصر مع فلسطين حيث خرج سيف الدين قطز لملاقاتهم.
وكان خروج قطز لملاقاة التتار في رمضان عام 658 هجرية الموافق أغسطس 1260 وانضم إليه المزيد من الجنود الشاميين وغيرهم، وترك نائباً عنه في مصر هو الأتابك فارس الدين أقطاي المستعرب، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم، ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يوما واحدا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلا قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس.
وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة 25 رمضان 658 هجرية 3 سبتمبر 1260ميلادية حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقق نصرا خاطفا، وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبل، وصرخ بأعلى صوته: (وإسلاماه!)، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعوراً لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كتبو عايسقط صريعا في أرض المعركة.
ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم انتهى بهزيمة مدوية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.