إقامة علاقات دبلوماسية بين أمريكا وألمانيا الشرقية

في مثل هذا اليوم من عام 1974 أعلن عن قيام علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وجمهورية ألمانيا الديموقراطية (الشرقية) لأول مرة منذ نشأة ألمانيا الشرقية عام (1949). أقيمت ألمانيا الشرقية تحت اسم جمهورية ألمانيا الديموقراطية تحت قيادة الحزب الشيوعي في الشطر الشرقي من ألمانيا الذي خضع للسيطرة السوفيتية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وانهيار النظام النازي في برلين.
وكانت دول الحلفاء قد اتفقت في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 على تقسيم ألمانيا إلى شطرين، الشرقي ويخضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي والغربي يخضع لسيطرة الولايات المتحدة وفقاً لمعاهدة بوستدام. ورغم إعلان قيام ألمانيا الديموقراطية في السابع من أكتوبر 1949 فإنها انتظرت حتى عام 1954 حتى تعترف بها دول العالم كدولة مستقلة ذات سيادة وانضمامها إلى الأمم المتحدة رغم استمرار القواعد العسكرية السوفيتية فيها. وانضمت ألمانيا الشرقية بالطبع إلى حلف وارسو الذي كان يضم دول أوروبا الشرقية الشيوعية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي في مواجهة حلف شمال الأطلنطي الذي ضم دول أوروبا الغربية بما فيها ألمانيا الغربية التي كانت تدور في فلك الولايات المتحدة. وكانت ألمانيا الغربية قد تأسست في الشطر الخاضع للسيطرة الأمريكية تحت اسم ألمانيا الاتحادية.
وكانت ألمانيا بشطريها الشرقي والغربي إحدى الساحات الرئيسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي حيث رفضت أمريكا الاعتراف بألمانيا الشرقية حتى عام 1974 عندما اكتشفت ضرورة إقامة علاقة دبلوماسية معها لحماية الكثير من مصالحها الاستراتيجية في إطار الحرب الباردة. وقد أعيد توحيد ألمانيا مع نهاية الحرب الباردة عام 1990 حيث انهار سور برلين الذي أقامه الألمان الشرقيون لمنع التسلل بين شطري ألمانيا وأعلن قيام ألمانيا الموحدة في عهد المستشار الألماني الغربي هيلموت كول الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بوضع كلمة النهاية لحوالي 45 عاماً من التقسيم للتراب الألماني.