استقالة وزير فرنسي احتجاجاً على سياسة بلاده

في مثل هذا اليوم من عام 1953 قدم الوزير الفرنسي فرنسوا متيران استقالته من الحكومة احتجاجاً على السياسة الاستعمارية لبلاده مع تصاعد الثورات ضد الاحتلال الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية وتحرير فرنسا من الاحتلال النازي واستعادتها سيطرتها على مستعمراتها السابقة كجزء من الاتفاق الذي عقده شارل ديجول رئيس حكومة فرنسا الحرة أثناء الحرب العالمية الثانية مع قادة دول الحلفاء بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
ففي مطلع الخمسينيات بدأت بوادر الثورة الجزائرية وسبقتها ثورة فيتنام ضد الاستعمار الفرنسي. ولكن الحكومة الفرنسية في ذلك رفضت الاعتراف بحق شعوب هذه الدول في الحصول على استقلاها وحريتها مما دفع الوزير الاشتراكي فرنسوا متيران إلى تقديم استقالته من الحكومة.
وقد اضطرت الحكومة الفرنسية مثلها مثل الحكومة البريطانية وغيرها من حكومات الدول الاستعمارية الأوروبية إلى الرضوخ لحركات التحرر الوطني التي اجتاحت العالم بعد الحرب العالمية الثانية. وانتهى الأمر بالاعتراف باستقلال فيتنام الشمالية والجزائر والكونغو وغيرها من المستعمرات الفرنسية في آسيا وإفريقيا.
كان ميتران وزيراً لشؤون المستعمرات تحت مسمى وزير الاراضي الفرنسية فيما وراء البحار. كما تولى العديد من المناصب الوزارية منها وزير داخلية ووزير عدل ووزير دولة. كما انتخب عدة دورات في البرلمان الفرنسي (الجمعية الوطنية) وفي عام 1971 انتخب أول أمين عام للحزب الاشتراكي الفرنسي. وفي العاشر من مايو عام 1981 انتخب رئيساً لفرنسا وفي عام 1988 أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية مدتها سبع سنوات. وبعد انتهاء هذه الفترة ترك العمل السياسي. ومات في الثامن من يناير عام (1996). يذكر أن فرانسوا ميتران ولد في السادس والعشرين من أكتوبر عام 1916م.