Friday 3rd September,200411663العددالجمعة 18 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

تُشوِّهُ الأجنة وتَنْقُلُ أمراضاً معدية تُشوِّهُ الأجنة وتَنْقُلُ أمراضاً معدية
مشاغل نسائية تقدم حمامات بخار وساونا دون ترخيص

* تحقيق -سلطانة الشمري
مع زيادة الاهتمام بالجمال والحرص على الرشاقة والنضارة والبحث عن العلاج الطبيعي أيضاً أصبحت للماء مكانة مهمة وتعد حمامات البخار والساونا من الوصفات التجميلية والعلاجية لكونه يساعد في تخفيف الوزن ويمنح الجلد مظهراً جيداً حيث يلجأ بعض الناس إلى النوادي الصحية لممارسة حمامات الساونا، يتطلعون إلى فوائدها في علاج بعض متاعبهم الجسدية والنفسية والجمالية..
ومن منطلق التجميل ألحقت غالبية المشاغل النسائية هذه الحمامات ضمن نشاطها بالرغم من ان المشغل يختلف كلياً عن المركز الصحي ويعود السبب في هذا الخلط والازدواجية في العمل إلى ان نشاط التجميل في المشاغل لا يتطلب ترخيصاً من أي جهة ولا تتبع لجهة تنظم عملها وتمنع الخلط في المسميات.. فرعاية الشباب مثلاً تشترط لاعطاء الترخيص لافتتاح أندية البخار والساونا ان يكون ملحقاً بهذا النادي نشاط رياضي، ووزارة الصحة لا يعنيها أمر حمامات الساونا الموجودة في المشاغل لأنها ليست مراكز صحية أما البلديات فتمنح تراخيص (فتح) المشغل فقط.
هنا يجدر بنا طرح تساؤلات: هل ستستمر المشاغل في ممارسة عملها هذا بعيداً عن جهات تنظيمية؟ ولمن يشكو المتضرر منها؟ ومدى المعرفة بالفوائد الصحيحة الموثقة لمراكز التجميل التي تمارس هذا العمل؟ وهل هذه الحمامات ناقلة للأمراض المعدية؟ وما علاقتها بتشوه الأجنة؟
(الجزيرة) تناولت ما سبق ذكره في هذا التحقيق..
تاريخ حمامات البخار والساونا
تعد حمامات البخار من الوصفات التجميلية المتوارثة من حضارة لأخرى منذ قديم الزمان، وقد شاع استخدامه بين اليونانيين القدامى والرومان ثم انتقل لبلاد الأتراك وعرف باسم الحمام التركي.. واستمر شائعاً لآلاف السنين حتى انتقل لشمال روسيا، واستمر انتشاره حتى وصل معظم انحاء أوروبا وشاع استخدامه فيها ولحقته التطورات والتنوع في الاستخدامات حتى صارت حمامات البخار أمراً سهل المنال بتكلفة محدودة وفي كل مكان.
معنى كلمة ساونا (sauna):
كلمة فنلندية تصف نوعاً خاصاً من الحمامات التي هي عبارة عن حجرة من ألواح الخشب وأسرة خشبية ويوجد بها سخان يرفع درجة الهواء الجاف داخل هذه الحجرة ويجلس فيها المريض حتى يتصبب عرقاً ثم يخرج ليقفز في حمام من الماء البارد أو يقف تحت (دش) بارد حيث يكون تأثير هذا الفارق الواضح في درجات الحرارة منشطاً للدورة الدموية ومسبباً للاسترخاء والإحساس بالراحة النفسية والجسمانية، وهي أنواع منها:
حمامات البخار، حمامات الجاكوزي الحارة والباردة، حمامات الساونا.
الفرق بين الساونا والبخار
يختلف حمام البخار عن الساونا في كونه لا يدفع الغدد العرقية بالجسم لإفراز كميات من العرق بفعل الحرارة أو البخار بغرض انقاص الوزن أو غيره، وإنما يعمل حمام البخار على تليين وإرخاء العضلات، وتجديد الطاقة واسترخاء كافة أعضاء الجسم لمواصلة أنشطتها بكفاءة أعلى، ويكون أعلى تأثير لحمام البخار بداية من درجة حرارة 43 درجة سيلزية وحتى 46 درجة سيلزية، بشرط أن يكون مولد البخار المستخدم يحافظ على تدفق البخار بصورة منتظمة ومستمرة في كابينة محكمة لتفادي تأثير البخار على المصنوعات المحيطة بالكابينة، وعلى كل حال فما يقصد بالبخار هو الحرارة الرطبة أو الرطوبة الساخنة التي يعالج بها الجسم في صورة بخار.
أما حمام الساونا فالغرض منه، توليد حرارة جافة يتعرض لها الشخص أثناء عمل الحمام وفائدة الحرارة هو خروج العرق من الجسم وكلما زاد العرق زاد مفعول الحمام كمنظف للجسم ومطهر له من السموم التي تخرج مع العرق كما يؤدي الحمام إلى تنشيط الدورة الدموية.
فوائد حمام الساونا
- يستخدم حمام الساونا لمساعدة الجسم على الاسترخاء وجلب الإحساس بالارتياح.
- يمد الجسم بالطاقة.
- يزيل التوتر للعضلات ويخفف ألم المفاصل.
- يخلص الجسم من السموم.
- ينشط نمو الشعر.
- يساعد على انقاص الوزن عن طريق فقد كمية من السوائل بحدوث العرق.
- يقال إنه يرفع كفاءة التمثيل الغذائي وبالتالي يزيد معدل حرق الطعام.
- يزيل الانسدادات بممرات الهواء التنفسية.
- يفيد في حالات الربو والزكام وانسداد الجيوب الأنفية.
- ينشط الجلد ويجمله وينظف مسامه.
- ينشط الدورة الدموية وله أثر مخفض لضغط الدم المرتفع ويخفف الضغط النفسي والقلق والاجهاد.
فوائد حمام البخار
- يجدد حيوية الجسم ويساعد على الارتخاء والمتعة، ويفيد في العلاج الطبي لبعض الحالات.
- ويشترط للاستشفاء أو التداوي أو التجميل بحمام البخار ان يكون تحت إشراف طبي لكونه يضر بعض المرضى.
- هناك عدد من الحالات يوصف لها العلاج بحمامات البخار كأمراض الجهاز التنفسي والسعال، اضطرابات النوم، وبعض مشكلات الجلد من جفاف، تيبس العضلات وضعفها، مشكلات الأوعية الدموية، حيث تعمل الحرارة الرطبة في البخار الموجه على حفز تيار الدم وتنشيط الدورة الدموية، كما تعمل على تنظيف خلايا ومسام الجلد بدقة وفعالية عالية، كما تعمل على فتح المسام وإزالة خلايا الجلد الميتة والأوساخ منه تاركة إياه ناعماً نظيفاً بملمس حريري.
الطريقة الصحيحة لاستخدامهما
تعد الطريقة المثلى لحمامات البخار والساونا في اتباع الخطوات التالية:
- أخذ حمام منعش قبل حمام البخار ودلك بشرة الجسم جيدا وتنظيفها.
- بعد الدخول لكابينة حمام البخار يجب ألا يطول المكوث فيها عن ربع ساعة أو عشرين دقيقة كحد أقصى.
- لا بد من انعاش الجسم وتبريده دون مفاجأة أو صدمة الجسم، بهواء بارد أو الماء الفاتر.
- عند الشعور ببرودة القدمين لا بد من غسلهما بماء فاتر.
- يكفي جلستين أو ثلاث من البخار في الحمام الواحد.
- لا بد من التبريد بين الجلسة والأخرى لبشرة الجسم.
- لا يجب الدخول لجلسة جديدة حتى يبرد الجسم بصورة صحيحة وطبيعية.
إن استرخاء الجسد بعد حمام البخار سيعمل كثيراً على التغلب على ضغوط اليوم المتعددة، وكذلك تحسين كفاءة الطاقة الذهنية والبدنية ويجب ألا تزيد مدة البقاء في حمام الساونا عن (15) دقيقة وبمعدل (2- 3) مرات اسبوعياً على الأكثر، وإذا زادت هذه المدة فتنقلب الفوائد إلى أضرار بسبب التعرض الزائد للحرارة الجافة.
أضرار حمامات الساونا
يساعد على فقد كمية كبيرة من السوائل خاصة من المناطق التي يصعب على الجسم اكتسابها مما يؤدي إلى الجفاف، ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى الإضرار بالخصيتين كما يساعد على حدوث حروق خفيفة في المناطق الحساسة من الجلد، وتسريع نبضات القلب، خاصة عند مرضى القلب وكبار السن وانخفاض نسبة السكر في الدم عن طريق زيادة حرق السكر في الدم. وإمكانية انتقال البكتيريا عن طريق المسابح في حمامات البخار التي تعتمد على الماء فتساعد على نقل العدوى لأنها تعتبر مرتعاً خصباً لنمو البكتيريا المسببة للانتانات، لذا ينبغي تنظيفها باستمرار وعدم إضافة الزيوت العطرية إلا مخففة بالماء، والتأكد من انها لا تسبب تفاعلات تحسسية من خلال فحص اللصقات الجلدية (حيث يتم مسح الجلد بكمية صغيرة من الأعشاب أو الزيوت المخففة ومراقبة ظهور أي احمرار أو تهيج).
ومن أخطر الآثار الجانبية المحتملة للعلاج المائي الانهاك الحراري، الذي يحدث عندما يقضي الشخص فيها مدة طويلة.
ولا تعتبر حمامات البخار والساونا، ناقلة لمرض الأيدز وأمراض الفيروسات الأخرى، حيث ان هذه الأمراض تنتقل عادة عن طريق نقل الدم إلى مريض محتاج، أو انتقال السوائل من جسم إلى جسم آخر.
الأشخاص المسموح لهم بها
الأشخاص الممكن لهم ان يرتادوا هذه الحمامات هم الذين يتطلعون عادة إلى فوائدها، خاصة المرضى منهم ومن الممكن علاج أمراضهم عن طريق هذه الحمامات، مثل أمراض الجيوب الأنفية المزمنة، الأمراض الروماتزمية، البدانة، أمراض التوتر والقلق والإجهاد، .. الخ.
ولا يسمح به لمرضى القلب أو الربو أو هبوط وارتفاع في ضغط الدم والمصابين بالسكري وغيرها من الأمراض الناتجة عن تلف في النهايات العصبية التي لا يستطيع المصابون فيها تمييز التغير في درجات حرارة الماء فيتعرضوا للحروق أو لسعات البرودة، كما ينصح بعدم وضع الأطفال لفترات طويلة في المياه الساخنة، لأن أجسامهم أكثر حساسية لتأثيرات الحرارة.
وينصح بضرورة استشارة الطبيب قبل اللجوء للعلاج بالماء الساخن، خصوصاً بالنسبة للنساء الحوامل حيث تبين أن الارتفاع الشديد في الحرارة قد يؤدي إلى تشوهات الأجنة.
شروط العاملين فيها
يجب ان يكون لدى العاملين شهادة صحية من وزارة الصحة والبلدية والاهتمام بنظافة الحمام وتغيير الماء يومياً والاهتمام بدورة المياه وان يكون لدى العامل دراية بالاسعافات الأولية بعامة، وطرق العدوى (طرق انتقال الميكروبات) وان يعرف كيف يتعامل مع مرضى القلب والسكر في حالة حدوث مضاعفات عندهم.
* * د. محمد أبو العلا رئيس قسم المختبرات واستشاري ميكروبولوجي ومناعة بمستشفى صحارى قال:
إن الأمراض التي تنتقل للإنسان عن طريق أندية البخار والساونا مشابهة للأمراض التي تنتقل من حمامات السباحة المشتركة وغالباً ما تكون بسبب الملامسة سواء من مرتادي هذه الأندية أو الأدوات المستخدمة أو العاملين في هذه الأندية وهي بعض انواع البكتيريا والفطريات التي تعيش في الأوساط المائية والبخارية أيضاً بعض أنواع الأمراض التنفسية والفيروسية التي تنتقل عن طريق الرذاذ.
وأضاف د. أبو العلا: إنه كأي منشأة تتعامل مع الجمهور والمرتادين يجب ان يكون هناك إحساس بالأمان من ناحية العاملين بالفحص الدوري تماماً مثل العاملين بالتغذية والمنشآت الصحية لذلك يجب على العاملين بهذه الأماكن ان يحملوا شهادات صحية تثبت خلوهم من الأمراض التنفسية مثل الدرن والالتهابات التنفسية والأمراض الجلدية والمعوية، كذلك لا يسمح لأي إنسان بارتياد هذه الأندية إلا أن يكون هناك عائق صحي أو مرض ظاهر يمكن ان يضره شخصياً أو يضر الآخرين.
وهناك اشتراطات صحية وبيئية بالإضافة إلى المواصفات والاشتراطات الإنسانية الصحيحة مثل ضمان النظافة العامة وأمان مصدر المياه وأدوات البخار والأدوات المستخدمة من المناشف ونظافة الحوائط والأرضيات.. الخ.
* * من جانب آخر أفاد مصدر برعاية الشباب.. ان رعاية الشباب تشترط لإعطاء الترخيص لافتتاح أندية البخار والساونا ان يكون ملحقاً بهذا النادي نشاط رياضي مثل اللياقة البدنية وبناء الأجسام وغيرها..
ونفى احتمالية نقل الأمراض المعدية من خلال هذه الأندية لأن الرياضيين الذين يمارسونها يجب أن يكون لديهم كشف طبي لذلك تنتفي الإصابة بالأمراض المعدية في هذه الأندية.
داخل المشاغل النسائية
* * (الجزيرة) زارت بعض المشاغل النسائية التي يوجد بها حمامات بخار وساونا، لوحظ خلالها إقبال كبير جداً من النساء ولا يتسنى الدخول لهذه الحمامات إلا بالحجز المسبق ومع ذلك لم تكلف أي من هؤلاء الزبونات نفسها بالسؤال عن النظافة الفعلية لهذه الحمامات وهل هي معقمة أم لا وهل الزبونة التي قبلها سليمة من الأمراض المعدية؟ فقط يكتفين بالنظافة الظاهرية للمكان!!.
* * إحدى العاملات في هذا المشغل قالت: إن نظافة حمامات البخار والساونا تعتمد على ضمير أصحاب هذه الحمامات لكن المسؤولية الأساسية تقع على الزبونة نفسها فهي أحرص على سلامتها من غيرها..
معظم العاملات الممتهنات لهذه المهنة أجنبيات ولا يُعرف حقيقة تخصصهن لكنهن يؤكدن أنهم حاصلات على شهادات للتخصص في هذا المجال من بلدانهن، لكن لم نرَ دليلاً على ذلك إلا ممارستهن للعمل الذي لا يتطلب الكثير من المهارة!!
* * ذكرت إحداهن ان الساونا لا يتطلب الدراسة أو التخصص فهو علم بسيط لكن يجب أن يكون المكان مهيأ فقط، فالساونا عبارة عن غرفة مغطاة بالخشب ولا تتطلب أكثر من ذلك..
وعن مزاولة هذا النشاط داخل المشاغل النسائية تحت مسمى مشغل أزياء قالت: إن نشاط التجميل في المشاغل لا يتطلب ترخيصاً من أي جهة لذلك فالساونا وحمامات البخار والتجميل تتبع بعضها بعضاً.
* * إحدى الزبونات ذكرت ان كثرة ارتياد الناس لهذه الحمامات عائد لشكوى معظم الناس من متاعب في الظهر، والحرارة هنا تحفز إفراز السوائل من الجسم مما يساعد على الراحة البدنية عموماً، لذلك يلجأ بعض الناس لإنشاء حمامات بخار في البيوت لضمان السلامة الشخصية أولاً ولفوائده العديدة ثانياً.
* * لوحظ الاستغراب على معظم الزبونات عند سماعهن لإمكانية نقل الأمراض المعدية من خلال هذه الحمامات، لكن إحداهن والتي تنتظر دورها للدخول لحمام الساونا خرجت من المشغل دون ان تلغي موعدها مفضلة السلامة بجلدها.
سيدة الأعمال وداد السعيد صاحبة (مشغل نسائي) قالت: إن سبب الإقبال على هذه الحمامات لما تمنحه من راحة نفسية وجسدية على الشخص بعد متاعب العمل، وأضافت: توسع أمر هذه الحمامات وادخلته أغلب صاحبات المشاغل ضمن نشاطهن التجميلي، وهن هنا يخلطن بين نشاط المشاغل والأمور الصحية، بالرغم من ان المشغل يختلف كلياً عن المركز الصحي..
وحول الجهة المسؤولة عن منح تصاريح ادخال حمامات البخار والساونا ضمن نشاط المشاغل قالت: لا بد من التخصص حتى يعطى الترخيص ويقضى على الازدواجية في العمل والخلط في المسميات وسبق أننا (سيدات الأعمال) طالبنا بتحديد المسميات فمسمى مشغل لا يجب ان يكون مركزاً صحياً ومركز الخياطة يكون نشاطه الخياطة وليس نشاطاً آخر.
وحمامات الساونا الموجودة في المشاغل ليست مراكز صحية لذلك فوزارة الصحة لا يعنيها الأمر أما البلديات فتمنح تراخيص فتح المشاغل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved