نتفق جميعنا، أو على الأقل غالبيتنا على أن التخاذل ومن أي نوع في أداء الواجبات الوطنية أياً كان حجمها هو ضرب من الأضرب التي قد ترقى في نظر الكثيرين إلى مستوى الخيانة.
ولعل ما أُثير مؤخراً من صخب حول تخلف بعض العناصر المختارة لتمثيل المنتخب الوطني الأول عن الالتحاق بالمعسكر.. وتلكؤهم في الحضور.. مما حرّك المياه الراكدة.. وأثار العديد من الجدليات والاستفهامات عن الاسباب الحقيقية وراء مثل تلك التخاذلات ومن يقف خلفها.. وما دور الرغبات في توفير مجهودات تلك العناصر الهامة لصالح الأندية أو على الأقل المحافظة عليها من أية اصابات قد تتعرض لها مع المنتخب.. لاسيما بعد أن تكالبت الظروف على بعضها.. لذلك ربما تكون قد لجأت إلى التحايل بقصد الزوغان من اعباء المهمة الوطنية بطريقة أو بأخرى(؟!!).
** هذه بكل عفوية كانت تخرّصات وتخمينات وتحليلات شريحة كبيرة من الشارع الرياضي البسيط لما جرى، والذي ما زال يعاني مرارة انتكاسة الأخضر المريعة (؟!).
** بطبيعة الحال أنا هنا لا أتهم.. والشارع الرياضي لا يتهم أيضاً ولكننا فقط نتساءل.. ومن حقنا أن نتساءل (؟!).
** على أن الأكثر غرابة هو لجوء البعض إلى التبرير والمنافحة بشكل أو بآخر عن مرتكبي تلك الحماقات.. واستغلال البعض الآخر للموقف لتصفية حساباتهم مع بعض الأطراف ومن ثم تحول القضية إلى ساحة مزايدات-هذا يزايد وذاك يزايد، واللي ما يشتري يتفرج- (؟!!).
** أما الذين يهمهم امر المنتخب من المتابعين بعيداً عن الأهواء والأغراض الخاصة فيتساءلون بشدة عن دور إدارة المنتخب في تلك الزوبعة.. وهل كان عليها أن تجعل منها مادة اعلامية دسمة.. بدلاً من اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق هؤلاء، والتي من أقلها وأدناها الأمر بايقافهم عن اللعب سواء مع المنتخب أو مع أنديتهم ريثما تنجلي الحقائق وتتبين الامور ولاسيما بعد ثبوت استحالة التخاطب معهم، وثبوت تحسبهم واحتياطاتهم للامور من كافة الجوانب بحيث لم يدعوا أي وسيلة تدل على أماكن تواجدهم (!!!).
** وبذلك تكون ادارة المنتخب قد قطعت دابر المزايدات والقيل والقال.. فضلاً عن قطع الطريق على أي متلاعب أو متخاذل أو منافح مستقبلاً.
** على أن (أُم) الكوارث تتمثل في مدى ثبوت حقيقة ما يدور همساً واحياناً جهراً في كثير من المجالس الخاصة من ان ثمة أندية أضحى نفوذها وصوتها يعلو فوق صوت ونفوذ المنتخب.. وعندها لن نقول اكثر من (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) (؟!!).
من استشرافات الجدة (مزنة)
** عرفنا الجدة مزنة (الله يرحمها) صاحبة آراء ثاقبة، واستشرافات صائبة، علاوة على اشراقات تنم عن عقلية فذة ربما سبقت عصرها بكثير.
** المهم.. الجدة مزنة كانت من عشاق كرة القدم.. وكانت لها بعض الرؤى والإلماحات وحتى النظريات والقراءات المستقبلية التي تبدو للوهلة الأولى أقرب إلى التخريفات لاسيما الذين لا يعرفون من هي الجدة مزنة.
** وذات يوم.. وكنا نشاهد احدى المباريات الهامة من خلال الشاشة قالت لنا: (يا أولادي) اتوقع (والله أعلم) ان ثمة ثلاثة أحداث أو وقائع رياضية هامة قادمة سيكون لها شأن وتأثير منها الإيجابي ومنها العكس.
الأول: بدء تراجع وهج الكرة الخضراء بشكل لافت وملموس.. وعزت ذلك لاسباب عدة من أبرزها (اننا قوم لا نجيد فن التعامل المتوازن.. فضلاً عن اننا قوم لا نجيد ميزة الحفاظ على المكتسبات وذلك من خلال التطوير والتطوير..؟!).
الثاني: قالت: سيأتي اليوم الذي ستشاهدون فيه هذه المدرجات خاوية على عروشها من الجماهير ولم تعلق(؟!).
الثالث: انهيار الحملة المركزة على التحكيم.. والتي أدت على مدى عدة سنوات متتالية إلى ان تحوّل التحكيم السعودي إلى اضحوكة.. وبالتالي عودة ثقة الحكام بأنفسهم وثقة الوسط الرياضي فيهم تدريجياً إلى ان تعود الامور كما كانت وأفضل إن شاء الله.
** وأنا بدوري اترك لكم حق الحكم على قراءات الجدة مزنة من واقع معايشة الاحداث الراهنة دون تعليق.
|