قرأت تعقيب الأستاذ الأخ سعيد بن محسن الزهراني المشرف التربوي للتربية الخاصة على ما سبق أن نشرته عزيزتي بعنوان (حتى الدمج بعد الابتدائية لا يصلح) أي دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع غيرهم.
في البداية أشكر أخي الزهراني لاهتمامه الجم بتلك الفئة وأتمنى له النجاح فيما يصبو إليه ومن ثم أقول لأخي لقد قلت بأنه ساءك مقالنا من عدة وجوه واتهمتني بالنظرة السلبية إلى هؤلاء وبالأنانية إذ إنني لم أفكر بغيري من الآباء لمثل هؤلاء وأنني استخدمت عبارات مقزز وموحش وعدواني، ولا أزال أعيش بعقلية عام 75هـ وقلت بثانيا إن الدمج التربوي فكرة رائدة لم تفعل إلا بعد دراسة وتمحيص وأنها طبقت بدول متقدمة ثم سردت فوائدها وفي الثالث أشرت إلى تجربة القرين المعلم أي التوأمة بين تلميذ عادي وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة وأن كل منهما استفاد من الآخر.
أما رابعا فقد شهد لتجربتكم الداني والقاصي هنا أقول: أولا إن نظرتي واقعية وليست سلبية كما تزعم فقد جربتها وأنا طالب عام 75هـ وجربتها وأنا مدرس عام 83هـ في إحدى مدارس الرياض وجربتها ولا أزال كأب لواحد من هؤلاء ولكن والحمد لله بصورة خفيفة لذلك فأنا أفكر فيما عندي وما عند الآخرين أيضا ولا أزال أفكر لأجل معرفة المفيد لأستفيد ..أما العبارات (مقزز، موحش، عدوانيين) فبالله عليك بم تريد أن أستبدل تلك العبارات أتريد أن أقول بدلا من مقزز يسيل الذي تعرفه فوق شفتيه ويرتشفه بلسانه وبدلا من موحش أقول مرعب أم مؤنس وبدل عدواني أقول لطيف أو مسالم أو وديع!؟؟ أريد عرض الحقيقة والواقع لا غير.. أما ما ذكرته عن الفوائد من الدمج فهذا قد يكون ما تتوقع حصوله أنت أو تحلم بأنه سيتحقق يوما ما وإنني أتمنى أن يتحقق ذلك فقبل أن يكون نجاحا لك فهو نجاح للجميع فالكل كسبان حتى أنا.. أما كون المدرسة العادية يحصل فيها توأمة فقد يحصل لا أقول من المستحيلات ولكن أن يتوافق اثنان من الصنفين أحدهما ثيابه مكوية لا يكاد يقع عليه الذباب من نظافتها وطاقيته مغطاة بالزري ومزركشة بينما الآخر يسيل لعابه على صدره وقد يصل إلى قدميه فهذا فوق المستحيل فبالله عليك هل تستطيع توأمة ابنك السوي مع مثل هذا؟؟! لا أظنك تستطيع مهما فعلت أو دفعت أو أغريت، أما كون القاصي والداني شهد لكم بذلك فهذه عبارة مستهلكة فقد حفظها الصغير قبل الكبير وإذا أردت الحقيقة وكما قلت سابقا لن يسلك من ذوي الاحتياجات الخاصة سوى سليمي العقل كالمشلول وما شابهه مع الأسوياء وأما ذوي الاحتياجات من الصنف الذي تحدثت عنهم سابقا فلا أصلح لهم من معاهدهم ومدارسهم مقرونا بإخلاص العاملين والمتعاملين معهم.
أما كوني أعيش بعقلية عام 75 فمقبول منك ولكن لا تنس معنى عبارة (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) وتلك من المواقف التي لا تنسى لصغر سني آن ذاك وأحسبني الآن بسن أبيك وقد يكون أكبر مني أو أنا ولدت قبله لا أدري.
وختاما أنت تربوي فأوصيك باللطف بي وبأمثالي إذ لا أتحمل القاسي من العبارات من مربٍ مثلك ولا تأخذك العزة بالإثم ولا يذهب بك الحماس بعيدا وكلنا يبحث عن الأفضل كثر الله من أمثالك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صالح العبدالرحمن التويجري |